|
|
انت في
|
|
اختلفت المجتمعات ولا زالت وستظل مختلفة حول موضوعات وقضايا كثيرة، يأتي موضوع المرأة في مقدمتها، فثقافة المجتمع، وقيمه، ونظرته للحياة، ومصادر إلهامه وتوجيهه تؤثر تأثيراً كبيراً على هذه النظرة، وكم من مجتمع ينظر إليه الوافد نظرة استغراب ويظن أنه يعيش في شقاء وجحيم، وعندما يقترب منه، ويفحص علاقاته الداخلية، ويسبر روحه العامة يكتشف أنه لم يكن مصيباً في حكمه كل الصواب، فكم من أسرة حرمت بعض الجوانب المادية، أو معظمها، فعوضها الله في الجوانب الاجتماعية والروحية حيث الإيمان والتعاون والاحترام المتبادل، وحيث الأرواح التي تخفق مودة وشفقة على بعضها، وربما كانت المجتمعات البسيطة من أكثر المجتمعات استقراراً في علاقاتها الاجتماعية والأسرية، رغم ما ينتشر فيها من معتقدات خرافية، وتفسيرات غير منطقية لمجريات الحياة وأحداثها المختلفة، وتعتبر الجماعات البدائية القائمة اليوم في بعض أجزاء العالم ممثلة للمجتمعات البسيطة قديماً، ومن تلك الجماعات السكان الأصليون لأستراليا، فهم يعتقدون أن حمل المرأة يأتي نتيجة تقمص روح خارجية فيها، ويرون أن المرأة التي لا تحمل هي امرأة شريرة وتخشى الأرواح الاقتراب منها وإعطاءها أطفالاً، ويعتقدون أن الاتصال بين الرجل والمرأة أمر عادي مثل تناول الطعام والصيد، ومن هنا كان الزوج يقدم امرأته لضيفه باعتبار ذلك نوعاً من الكرم. والزوج يعتبر زوجته نوعاً من ممتلكاته، وله الحق في التصرف فيها عن طريق اعارتها أو التنازل عنها، والرجل نفسه الذي يقدم زوجته لضيفه، يثور إذا ارتبطت برجل آخر من دون علمه ويقتله، وهذه الثورة ليست دفاعاً عن كرامته وشرفه، بل دفاعاً عن حقوق الملكية، وما زال بعض أفراد هذه القبائل يضم إلى ممتلكاته عشرات الزوجات. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |