Tuesday 30th November,200411751العددالثلاثاء 18 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

في إصدار يتواكب ويتفاعل مع الحدث: في إصدار يتواكب ويتفاعل مع الحدث:
الأديب عبدالله الجفري يسجّل مواقفه في (وطن فوق الإرهاب)

أصدر الأديب عبدالله بن عبدالرحمن الجفري كتابه (وطن فوق الإرهاب) ليسجل موقف المثقف الثابت من قضايا الوطن.
يفتتح الكتاب بقصيدة (يا وطني الأمجد) للشاعر أحمد الصالح التي يقول فيها:
وطني النابض في أوردتي.. يسألني:
كم من العمر مضى.. يا شاعري
والدفء يستبطن منك العظْم
يلقى في مساءاتك حلو الشجن المغدق رياً
والهوى: يغزو مناخاتك
فيضاً.. في نواحيك مديداً
عامر الأنس خفيّاً!
ويكتب الأستاذ عبدالله عمر خياط مقدمة وُضعت في الغلاف الأخير من الكتاب قال فيها تحت عنوان (الجفري.. ونبض الحب):
.. كتب عن الحب فأطرب.. وناقش القضايا الوطنية فأبدع.. وعالج المشكلات الحياتية لعامة الناس فأبلغ. واليوم يُقدم لقرائه حرفاً ساطعاً ملؤه المشاعر النابضة التي ترفض الإرهاب والغلو وتنادي بالمحبة والإخاء من أجل وطن كان وسيظل قبلة المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
فالصديق الأديب عبدالله عبدالرحمن الجفري رفيق المشوار على امتداد خمسين عاماً أو تكاد، صاحب أسلوب بليغ.. وحرف ينبض بالحب، ولذا فإنه عندما كتب (وطن فوق الإرهاب) فإنه قد جسّد بذلك الحب الذي تصنعه المواطنة المخلصة لدينها وبلادها وقيادتها.
الحب الذي أمضى الصديق الجفري عمره كله في خمائله ليقدم لقرائه أجمل الكلمات.. وأصدق المشاعر التي تؤكد أن لا شيء يعلو على سلامة الوطن وأهله، حتى لكأن أحمد شوقي أمير الشعراء قال بلسانه:


وطني لو شُغلت بالخُلد عنه
نازعتني إليه في الخُلد نفسي

* وفي بداية الكتاب نقتطع جملة مؤثرة وبليغة قال فيها الأديب الجفري:
(يا أيها (الوطن) المجيد:
كانت في السماء أذانات تعلو، وما زالت تردد: الله أكبر، الله أكبر.
هذا هو المنطلق الذي لن تحيد عنه - يا وطني - ولن ترتد عنه: كل ذرة رمل، وكل غرسة حقل، وكل عقل، وكل خفقة قلب.
يا وطني: هذا الإيمان يُمجّدك).
يوم الوطن تاريخ أبيض
تحت هذا العنوان يكتب أديبنا الجفري عن وحدة أرض الجزيرة العربية وبناء الإنسان المتطور من داخله وعن اليوم الوطني ويؤكد بالقول: (ومن أجل أن يحافظ الملك عبدالعزيز على وحدة الأرض، وينجح في بناء الإنسان المسلّح بالعلم والإيمان.. فقد أطلق منذ البدء دعوته التي دوّت في الأرجاء قائلاً:
(لكي ينجح هدفنا الكبير.. علينا أن نتعاون ونعمل للقضاء على: الفقر، والجهل، والمرض!) ويتفجر الشعور بالوطن، وبالانتماء.. فيصبح اليوم، وفي كل عام - مثل هذا اليوم - هو إصداء العمق في التجاوب مع تلك الركائز المهمة والعظيمة التي قامت فوقها: نهضة وطن، وتقدم أمة.. تطمح إلى مزيد من أماني الإنسان فوق أرضه، وأرتباطاً بتاريخه).
من هنا.. نقطة الضوء
وفي هذا الفصل من الكتاب يتحدث المؤلف عن الإسلام ودور وإسهام المملكة العربية السعودية في نشر الدين الإسلامي للعالم أجمع فيقول:
(إن المملكة التي تضطلع بدور حضاري وإنساني كبير تجاه مستقبل الأجيال المتطلعة إلى المزيد من الاستقرار والرخاء: حريصة على أن ينعم هذا الإنسان بالخيرات، وأن يحقق قفزات جديدة بخيره، وخير الإنسانية جمعاء، وسوف نظل حريصين على أن نستمر في هذا الطريق: بجمع الصفوف، وتوحيد الخطى، وتعزيز الجهود الإيجابية المخلصة، ونعمل على تحقيق جميع المعطيات الخيِّرة لهذا الإنسان!).
وفي مقطع آخر يقول: (وسنبقى هكذا: مسؤولية دينية قومية إنسانية تجاه أشقائنا، تجاه المجتمع البشري.. وفاء بالتزامنا، وانطلاقاً من قناعتنا في تحقيق أقصى درجة من التوازن بين مصالحنا الذاتية، وبين مصالح سائر الشعوب!!).
بدأنا الحوار
تحت هذا العنوان يكتب الأستاذ الجفري عن سمو ولي العهد فيقول:
فيا أيها الأمير، المسؤول -الإنسان- ولي الأمر.. عبدالله بن عبدالعزيز: لقد دعوتنا إلى (العمل الجاد)، ولم تمارس معنا قسوة إسقاط الأمل، بل أكدت على الوعي والنضج والحوار حين أشرت بقيمة الحياة إلى استشرافك هذا، فقلت:
(استشرف الآفاق دون اخلال بواقعية، أو تجاهل للحقائق)!
ويا سيدي الأمير- المسؤول: نحتاج - نعم - إلى مزيد من التربية الوطنية.. تكْفَا أيها الأب - يا ولي العهد.
نحتاج إلى (تربية وطنية) تختلف تماماً عن هذه التي قدّموها للمدارس بطريقة (التشليل)، على طريقة: ليس في الإمكان أبدع مما اخترناه من الكتب).
أمن الوطن والتاريخ
ويشير المؤلف في هذا الفصل إلى أحاديث لسمو ولي العهد فيذكر: (من هنا.. التفتت القيادة في وطننا بصوت (ولي العهد) نحو الموقف الموحّد الفعّال في داخل الوطن قبل خارجه، وفي خارجه لتجاوز: الضعف والوهن العربيين فقال الأمير عبدالله في وقفة التاريخ مع صوته:
(إن أمن بلادنا: مسؤولية مشاعة بين الجميع.. فكل مواطن شريف: شريك في وحدة هذا الوطن واستقراره.. لذلك، فدورنا جميعاً: تحمُّل المسؤولية تجاه حماية وطننا من عبث العابثين).
حقاً.. نحن أحوج ما نكون اليوم إلى: الوحدة الوطنية، وإلى أن نكون في مستوى المسؤولية لحماية أمن واستقرار حياتنا!!).
الأمير سلطان: حرية الرأي ووعي المجتمع
يتحدث الأديب الجفري في هذا الفصل من الكتاب عن توجيهات سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء إلى الإعلام فيقول: (ونحسب أن التوجيه الذي خاطب به الأمير سلطان القيادات الصحافية في بلادنا.. يعتبر: خطة عمل صحافية إعلامية تستنهض الدور الأهم للحفاوة بالمستقبل.
ولعلنا في هذا الاستشراف لرؤية سمو الأمير سلطان لدور الصحافة نتوقف عند قواعد ركز عليها سموه لتكون الضوء الأخضر في مسيرة تطور الصحافة في مرحلتنا القادمة والمهمة فقال:
(أنا أؤمن بحرية الرأي وضرورة أن تقول الصحافة رأيها في الأوضاع القابلة للمناقشة دون المساس بالأمور التي تمس العقيدة، أو الرمز، أو الأمن الوطني.. لأن النقد - لما عدا هذه الأمور - مرغوب، بل ومطلوب لكي يعرف المخطئ خطأه، ويتجنب الاستمرار أو الوقوع فيه. ما دام أن النقد بناء.. ويبتعد عن التعريض الشخصي والمصالح الذاتية).
هذا التوجيه من سموه الكريم.. نأمل أن يبلغ وعي كل مسؤول في وطننا، وأكثر من ذلك: يوقظ المسؤول السادر في استعلائه وترفّعه عن الصحافة، ومن يردد: (كلام جرايد) فالصحافة دائماً هي: السلطة الرابعة في كل العالم، وهي صوت الأمة الذي يصل إلى ولاة الأمر بالصدق وبالحقيقة).
هاجس الأمن والأمير نايف
ويؤكد الأستاذ الجفري على أننا في هذا الوطن نركز على فلسفة الأمن كالتزام ويستشهد بما قاله وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز:
(إن التطور الذي عاشته وزارة الداخلية، هو: الإنعكاس الحقيقي للتطور الذي عاشته المملكة منذ تأسيسها على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز، تغمده الله برحمته، وذلك عندما وضع برنامجاً إصلاحياً طموحاً هدف إلى: توطين البدو، وتعليمهم القراءة والكتابة وأصول دينهم ومبادىء الزراعة، ليعيشوا في بيوت بدلاً من كسب العيش عن طريق الرعي والانتقال خلف منابت العشب).
تلك هي ملامح حياتنا التي توطدت - منذ البدء - على دعائم الأمن بسبب تمسكنا بالعقيدة وتلك هي ملامح قدراتنا - كدولة تنادي بالسلام العادل.
الوطن وثقافة المواطن
ويتساءل المؤلف في هذا الفصل:
(هل موجات الإرهاب الطارئة على مجتمعنا، والمشوِّهة للإسلام وتعاليمه السمحة تدل على غياب حضاري يتطلب منا الاستعانة بالفكر الديني المستنير والحوار الفكري المبدع والرؤية التي تقوم على ثقافة ووعي).
ثم يوضح في مقطع آخر:
(إن هذه الهجمات الشرسة التي وصفها ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بأنها تهدد الوحدة الوطنية تلحُّ علينا أن نبادر إلى الالتفاف حولها والتصدي لمحاولات الذين جيّشوا هؤلاء الشبان، بل والفتيان لمحاربة دينهم وبث الرعب والفزع في مجتمعاتهم حتى إلحاق الأذى بأهليهم وأسرهم!!).
(الدعاة: ليسوا قتلة؟!
ويتحدث المؤلف في هذا الفصل عن دور الداعية المسلم في ظل هذه الاضطرابات التي يشهدها العالم وخاصة ما يتعلق بالعالم الإسلامي ويشير إلى تجربة الداعية الشيخ ديدات فيقول:
(هذا الداعية كان يعيش في أقسى مجتمع متعصب لا نظير له في العالم إلا الكيان الصهيوني حيث نسبة المسلمين هناك لا تزيد على 2% ورغم ذلك فإنك تجده منتشراً في أرجاء العالم: داعية للإسلام بلا كلل فكان هو الداعية بحق!
واليوم نتطلع إلى استنبات دعاة يدعون إلى الوسطية والاعتدال ولا يسرقون الإسلام إلى الفكر التكفيري ولا إلى رأيهم الأحادي وينشرون دين الله عزّ وجلّ بسماحته!!).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved