Tuesday 30th November,200411751العددالثلاثاء 18 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

سؤال بريء جداً!! سؤال بريء جداً!!
نادر بن سالم الكلباني

هم مجموعة من الأصدقاء الذين وفقوا في دراستهم وفي حياتهم عامة ويشغلون جميعهم وظائف طيبة بمردود شهري مرتفع جداً قياسياً بوظائف غيرهم من الناس، تشاركوا حلو الحياة ومرها وهي تعدو بهم في مراحل الصبا والشباب قبل أن تفرقهم مشاغل الحياة وهمومها التي تبقي الإنسان - رغم اجتهاده - دائراً في فلكها وتبعده عن التواصل مع رفقاء العمر.. اتفقوا بعد أن تعاتبوا على عدم تواصلهم أن يجعلوا يوماً محدداً في كل أسبوع يتجمعون ويتواصلون فيه ويسترجعون بعضهم مع البعض الذكريات الجميلة التي جمعتهم قبل أن تفرقهم مشاغلهم الدنيوية والتي لا يمكن مشاركتها مع زوجاتهم.. ولكونهم - والطيور على أشكالها تقع - من الرجال الذين لا يقدرون على زوجاتهم اللاتي يعارضن أصلاً فكرة تجمع الأصحاب القدامى وما يعنيه ذلك من تقليب لماضي أزواجهن وذكريات العزوبية وما يترتب عليه من انشغال الزوج بهم وربما الحنين للماضي، ناهيك عن أعمال الطبخ ومستلزمات الضيافة.. فقد قرروا أن يستأجروا استراحة تجمعهم لهذا الغرض.
في أحد اجتماعاتهم دار الحوار عن الالتزامات المالية وتزايدها حتى أصبحت طوقاً يخنق الجميع.. فالأولاد كبروا وكبرت معهم مصاريفهم ومتطلباتهم، والزوجات كبرن أيضاً وزادت تكلفة استمالتهن لهم ومحاولة البقاء بنفس الصورة القديمة.. ورغم العمل المتواصل واستغلال فترات المواسم التي غالباً يعملون فيها بأجر اضافي واجتهاداتهم في ضبط المصروفات وتقنينها الا أن الجميع أكد على أن الحال مستور وهم في مجاهدة لا تنقطع مع الحياة ومتطلباتها.. استغرب احدهم أن يكون هذا حالهم وهم على ما هم عليه من علم ومراكز وظيفية جيدة بينما يرى آخرين لا يصل عائدهم من العيش يسكنون أفضل المنازل ويركبون أفخم السيارات ويسافرون إلى الخارج كل صيف.. الآخر قال ان كثيراً من الناس الآن لا يعتمدون على دخل وظائفهم فقط ويمارسون أعمالاً أخرى تساعدهم وبشكل كبير على العيش ببذخ رغم تدني رواتبهم الوظيفية.
هذا القول يمكن قبوله لو أن التحسن في المستوى المعيشي للبعض معقول ويتماشى مع المنطق وحجم الجهد المبذول، لكن من غير المعقول أن يتقاضى أحدهم راتباً عادياً ولم يسمع أنه ورث ومرتبط بدوام لمدة ثماني ساعات يومياً ويتمكن في ظرف سنة أو أكثر بقليل من أن يتبدل حاله إلى السكن في فيلا فارهة ويشتري لأصغر ابنائه أفخم السيارات ويقضي الاجازات والعطل الرسمية في أوروبا ودول الشرق الأقصى.
والسؤال البريء: كيف استطاع أن يفعل ذلك؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved