Tuesday 30th November,200411751العددالثلاثاء 18 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

العدد (391) 3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م العدد (391) 3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م
حوار مع الاصديق
بقلم: محمد السريعي

كنت أتجاذب أطراف الحديث مع صديق لي وكعادتنا في كل مرة نلتقي ليفتح كل واحد منا جعبته وينشر حديثه للآخر بلا تحفظ وكنا نتطرق الى عدد من المواضيع المختلفة منها ما يتصل بحياتنا اليومية وروتين هذه الحياة، ومنها ما يتطرق الى سلوك الآخرين.
وهنا بدأ صاحبي هذا حديثه بسؤال وجهه إليّ قائلاً: ما هو أحسن كتاب قرأته ثم تأثرت به..؟ وما هو أحسن ديوان قرأته فتأثرت به أيضاً؟ قلت لصديقي - الكتب كثيرة وفي مقدمتها كتاب الله تعالى - وفيه ما يغني عن جميع الكتب لاأخرى- إلا ان هناك بعض الكتب التي لها صلة بالعلاقات الإنسانية.. ومن تلك الكتب (طوق الحمامة) لابن حزم - وأما الديوان الذي نال اعجابي وتأثرت به فهو ديوان (محروم) لعبدالله الفيصل..
قال صديقي: ولماذا اخترت هذا الكتاب وهذا الديوان بالذات؟؟ قلت لأنها زاخرة بمشاعر إنسانية رفيعة..
ثم سألني مرة أخرى حيث قال هل أنت سعيد في هذه الحياة؟ قلت لا تحاول ان تكشف أسراري فيتألم الصديق ويفرح العدو.. قال وأي اسرار تقصد؟ أليس بيننا من الأسرار أكثر من ذلك.. وهنا قلت بالنسبة لي فلست سعيداً الآن لأنني اشعر ان بيني وبين السعادة طريقاً مجهولاً وطويلاً وفيه من الأشواك والصعاب ما يحول بيني وبين الوصول الى سعادتي إلا انني ومع هذا لا زلت على أمل بأنه سيأتي يوم اعيش فيه تحت ظلال السعادة التي أحلم بها؟
قال وما دمنا في الحديث عن السعادة فأين تظن أنها توجد بالنسبة للآخرين..؟ قلت على ما اعتقد أنها تضيع بين حيطان منازلهم في أقربائهم وأبناء عشيرتهم وعلى التحديد في الزوجة الصالحة.
ثم استمر هذا الحديث حتى ان قال صديقي هذا: من هي الفتاة المثالية والمستقيمة في نظرك؟ قلت هي تلك التي تتشبع بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتي تسير على هديه مؤمنة برسالتها مقدرة لواجبها مستقيمة في كل اتجاهاتها. تحترق كالشعلة لتضيء الطريق للآخرين.. ثم تابع صاحبي حديثه قائلاً: ما هو رأيك في الواشين من الناس..؟ قلت هم كثيرون كالفراش يحوم حول لهيب النار فلا يلبث ان يحترق قاتلهم الله أنى يؤفكون.
قال: فما رايك إذا في أناس يقولون قولا ثم ينحرفون عن مبدأ الكلمة..؟ قلت لعلك ولأول وهلة تشعر أن اولئك يصطادون في الماء العكر وعلى ضوء انعكاسات خيالية على صفحة تلك المياه فينخدعون ويحيدون عن مبدأ الكلمة وهم بهذا يظنون أنهم لا يشق لهم غبار كالنعامة تدفن رأسها في الرمال وتظن أنها اختفت عن أعين الصياد.
ثم سألني صديقي قائلاً: متى يا أخي تكون مرتاح الضمير؟ قلت عندما انتصر على من ظلمني ثم اعفو عنه عند المقدرة وعندما أكون وفيا لعهدي أميناً على كلمتي.
وفي نفس الوقت عندما أقول كلمة الحق ولو على نفسي مع معاملة الآخرين بمثل ما أحب ان يعاملونني به.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved