Tuesday 30th November,200411751العددالثلاثاء 18 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

العدد (391) 3-4-1392هـ - الموافق 15-5-1972م العدد (391) 3-4-1392هـ - الموافق 15-5-1972م
كتب جديدة
(أصدق البنود في تاريخ عبد العزيز آل سعود)

* تأليف: عبد الله العلي الزامل - تقديم: قلم التحرير :
(الصحراء.. هي معقل الفكرة الأولى التي آمن بها الإنسان منذ فجر الحياة.. الصحراء، هي ملتقى الإشعاعات العلمية التي اهتدى بها الإنسان، وعاش لتحقيقها أحقاباً، هذه الصحراء هي التي أقدمها للقارئ الكريم..)
بهذه العبارات يبتدئ مؤلف كتاب (أصدق البنود في تاريخ عبد العزيز آل سعود) عبد الله العلي الزامل كتابه.
وهو مدخل جيد.. وإن كنت أشك في أن الإشعاعات العلمية بمعناها المادي، قد صدرت من الصحراء، أو أن طارق بن زياد، عاش في الصحراء (العربية)، كما عاش خالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح - كما ذكر.
أو المبالغة في أنه من حضارة العرب، قامت حضارات الشعوب. ولا أحسبها إلا فلتة حماسية، جادت بها قريحة الكاتب وهو على وشك الدخول إلى حياة رجل من عظماء التاريخ فحضارة العرب.. كانت همزة الوصل بين حضارة الأسبقين وحضارة اللاحقين.. امتازت بأنها شذبت، ولكنها لم تكن البداية ولا المنطلق.
على أي حال، فقد قسم المؤلف كتابه، الأنيق إلى عدة فصول قصيرة.. منها صور من الصحراء، ومن وحي الجزيرة، جعلها الكاتب مدخلاً له لكي يتكلم في صلب الموضوع، ولقد كانت كلمات، لا بد منها، لبيان الظروف والبيئة التي برز من خلالها عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه -.
عبد العزيز
في هذا الفصل، يتحدث الكاتب عن الرجل الذي استطاع أن يكون دولة في (جولة قصيرة من جولات الأيام). عن الجندي الموفق الظافر، والمصلح المبتكر، والتقي الورع الصالح، (الملك الذي لا تجد بين ملوك ورؤساء العالم كلهم، من له في نفوس رعاياه الاحترام الذي له).
الملك الذي يحترمه.. زملاؤه من الملوك والرؤساء، والذي اقتنع الغربيون الذين احتكوا به بمقدرته المدهشة على تحويل الرأي العام في بلاد العرب.. ومن بينهم: السير برسي كوكسي، والكابتن شكسبير، والكولونيل ديكسون، واللورد بهلافن ومرافقه قيلبي، وكثير من الأسماء اللامعة في ذلك الوقت في دنيا الغرب وهو نفسه، عبد العزيز الذي وصفه أحد كتاب الغرب: (أعطني قطعة من الصحراء، أضع عليها الملك عبد العزيز فأحيلها إلى جنة).
شيء من التاريخ
في هذا الفصل يتحدث المؤلف عن مولد عبد العزيز الذي كان في العشرين من شهر ذي الحجة، سنة 1297. وما كاد يبلغ الثانية عشرة من عمره (حتى وقعت أحداث جسام نتيجة لتآمر الحكام الأتراك في الجزيرة العربية من جهة ومطامع بعض المستعمرين الرامية للسيطرة على الجزيرة العربية) حيث أوعزوا إلى إحدى القبائل العربية التي تدين بالطاعة للإمام عبدالرحمن أن تعلن العصيان، وتمكنت تلك القبيلة من بلوغ أهدافها، فخرج الإمام قاصداً الكويت.. حيث بدأت المسؤولية التي وعاها الطفل عبد العزيز مبكراً.
وفي (فكرة، وتصميم) يتحدث المؤلف، باختصار شديد عن جزء من حياة عبد العزيز في الكويت. (كان عبد العزيز يمسك بمشعاب صغير في يده، وفجأة تطلع إليهم - يقصد إلى رفاقه - وهو يقول (ويش رأيكم يا جماعة) في إنسان لا يملك من حطام الدنيا إلا هذا المشعاب.. هل ترونه قادراً بمشيئة الله على استعادة مجد آبائه وأجداده أم إنه لا يستطيع.
الجهاد..
في هذا الفصل، يخرج عبد العزيز ومن معه، وكان بينهم أخوه محمد وابن عمه ابن جلوي، وثلاثون فتى من الفتيان، إلى الرياض، لكن هذه المحاولة تفشل.. فقد كان الأعداء يقظين. لكنه لم ييأس فيخرج مرة أخرى، مع كوكبة مع الفرسان، بثلاثين بندقية، ومبلغ مائتي ريال. ويعسكرون خمسين يوماً في (مكان ما) من الربع الخالي - حبذا لو ذكره المؤلف لأن ذلك قد أصبح الآن من التاريخ.. وانتهى من كونه سراً عسكرياً- ثم يزحفون إلى الرياض حيث تتم لهم معجزة باهرة.
النصر والعودة
في هذين الفصلين يتحدث عن المعجزة.. حيث تمكن هذا العدد القليل من دخول الرياض وهزيمة الظالم المستبد ويسترد الملك المغتصب، ويعود الإمام عبدالرحمن إلى وطنه مع أسرته.
بعد هذا يبدأ الكفاح الحقيقي الذي كان من نتيجته توحيد الجزيرة، وحدة تحاول أرقى دول العالم الآن تقليدها دون جدوى.. لقد كان ثمنها دماً، ونتيجتها أمناً وسلاماً، وجزيرة موحدة، بعد انفصال قبلي دام قروناً عديدة.
الإنشاء
هنا يبدأ جلالته، بعد التوحيد، في البناء.. حيث يطبق القانون الإسلامي بحذافيره، ويأخذ رجال العصابات التي تغير على الحجاج فتقتلهم وتسلبهم بالقوة. ثم يؤمن الوضع الداخلي، ويدعم مركزه السياسي الخارجي. حتى (أضحت شبه الجزيرة العربية وليس في شبر من أرضها مكان للأجنبي والمستعمر، بل كل ما فيها عروبة صافية وعقيدة لا تتزعزع وفكرة لا تموت).
فضائل الخير
في الفصول التي تلت الإنشاء، يعدد المؤلف الفضائل التي تجمعت في عبد العزيز منذ أن كان طفلاً.. وكيف أنه عندما تسلم الملك لم يرض إلا بالقرآن دستوراً. ثم يتحدث عن عبد العزيز والوحدة العربية، وعن جلالته كداعية من دعاة النهضة.. ثم انطلاقة عبد العزيز على المستوى الخارجي وتدعيم صلاته بالدول العربية والإسلامية.
وفي الداخل - يحاول عبد العزيز - ويستطيع أن يوطن البادية ثم يستعرض قصة السفر إلى مكة ودخول الحجاز ويورد مناظرة علماء نجد، وعلماء الحجاز والبيان الصادر عن اتفاقهما وإيمانهما بجدارة المذهب الوهابي للاقتداء.
بعد ذلك يتحدث عن الدعوة إلى الشورى، وتشكيل المجلس الأهلي.. وعن الأمن في مكة المكرمة.. ثم كيف تسلم المدينة المنورة، وخطاب جلالته بعد تسليم المدينة وجدة وينبع.
ثم عن الإصلاح في بادية الحجاز. وتسمية جلالته بملك الحجاز ونجد وملحقاتها. ثم إعلان البيعة، وعن الهيئة التأسيسية والمجالس الاستشارية وهيئة الأمر بالمعروف، ومؤتمر الرياض، والصلاح في حاضرة الحجاز، ثم افتتاح مجلس الشورى ونظامه. وعن فتنة الدويش، وكيف قضى على العصاة، وكثير من الحوادث والإنجازات التي قامت في عهد هذا الرجل الخالد وعلى يديه.
ويختتم الأستاذ الزامل كتابه بالحديث عن أثر البيت السعودي في نهضة الجزيرة من النواحي الدينية والقومية الحديثة.. وبمجموعة من الصور، لأنجال جلالة الملك، وكبار رجال الدولة والمستشارين.
الصور
وفي تصوري أن أهمية الكتاب تظهر جلية في الصور، وبها استطاع الكاتب أن يعطي كتابه مكانة خاصة بين الكتب التي ألفت عن الملك الراحل عبد العزيز.
وأول صورة لجلالة الملك عبد العزيز، تليها صورة جلالة الفيصل، ثم صورة سمو ولي العهد، فصورة المؤلف، ثم خارطة ل(الجزيرة) العربية، وصور أخرى أثرية، وثائقية، لجلالة الملك عبد العزيز، مع الزعماء العرب والأجانب ثم صوراً لمدينة الرياض.. قبل أن يغزوها العمران، والصور التي تضمنها الكتاب كلها ملونة، على ورق صقيل، وبطباعة واضحة جيدة.
أخيراً
تبقى مجموعة من الملاحظات المتعلقة بطريقة الإخراج والبحث وليس بصحة المعلومات.
هناك مثلاً عدم الترتيب، والقفز من فكرة إلى أخرى ومن حادث إلى آخر بشكل أقرب إلى الرواية منه إلى البحث العلمي.
ثم هناك التقصير المفرط في الفصول وعدم إشباع كل فصل وإعطائه حقه.. والدوران حول الأحداث.. دون الدخول التحليلي إلى صميمها.
غير ذلك، فإن الكتاب يخلو من مقدمة يشرح فيها الكاتب.. كالعادة - بعض الأمور المتعلقة في الكتاب وطباعته، ومعلوماته، ومصادر استقائها، وكيفية حصوله على الصور والوثائق النادرة ولم يكف ما ذكره في الهوامش بالنسبة لهذا الموضوع وفي الصفحة الثالثة والخمسين حين أشار: (لما كنت مرافقاً لجلالته بالشنطة اللاسلكية في عام 1351هـ طالما كنت أستمع إلى أحاديث الذكريات التي كان جلالته يتطرق إليها مع رجال حاشيته، بين فترة وأخرى.
خصوصاً عندما يكون جلالته خارجاً للقنص. كما أنني حصلت على الكثير من المعلومات من رجاله الذين عاصرونه وكانوا على اتصال دائم مع جلالته مع حرصي الشديد على تحري الصحة والدقة، وأخيراً فقد ذكر هؤلاء الأمير سعود بن هذلول في كتابه (تاريخ ملوك آل سعود).. ولكني أقول، كما أسفلت، بأن الصور والوثائق النادرة، قد ضاعفت من قيمة الكتاب.
وحبذا لو أن الأستاذ الزامل حرص في الأجزاء التالية على اتباع أساليب البحث الحديثة، من ناحية الطريقة، وأؤكد.. أنه ليس من ناحية المعلومات.
الكتاب - أخيراً - يقع في خمسمائة وأربعين صفحة، بخلاف الصفحات التي احتوت على الصور والرسومات والوثائق والفهرس.
وقد ختم الجزء الأول، والذي أشار المؤلف الزامل.. بأن الجزء الثاني سيليه.. بالعلم العربي السعودي.. تزينه أروع كلمات يمكن أن يزين بها الإنسان قلبه وضميره وحياته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved