Friday 3rd December,200411754العددالجمعة 21 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

حادثة وحديث حادثة وحديث
فتنة الفقيه الدجال
عبيد بن عساف الطوياوي( * )

فتنة الفقيه الدجال من الفتن الحديثة التي بلي بها بعض المسلمين، وخاصة أولئك الذين تتحكم بهم الأهواء المنحرفة، ويدفعهم الحماس غير المنضبط بضوابط الشرع، ممن هم على شاكلة رأس الفتنة سعد الفقيه، الذين حملوا أفكاره ونهجو منهجه، وإن كانوا - ولله الحمد قلة - ولكنها فتنة لا يستهان بها، إنما يجب تحصين العقول عنها، وحفظ الأفكار منها، وتحذير الناس من خطرها, وهذا من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الفتنة، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته من بعدهم من المسيح الدجال وفتنته، ووضح أمره وكشف ستره.
وفتنة المسيح الدجال من الفتن الخطيرة العظيمة، فهي أعظم فتنة تمر بالبشر كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال)، وذلك بسبب قلة العلم وكثرة الجهل، وغرور الناس بحطام الدنيا وانشغالهم بالأكل والشرب، فالدجال يأتيهم وهم في أوضاع سيئة، ومعه جبال الخبز وأنهار الماء ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، وتخرج الكنوز كيعاسيب النحل، والبدو تعود عليهم سارحتهم وقد شبعت بل ومعه جنة ونار كما جاء في أحاديث الدجال المعروفة، فيتبعه جهلة الناس وضعاف الإيمان حتى يبلغ أتباعه فقط من يهود اصبهان سبعين الفا عليهم الطيالسة وكذلك يتبعه الكفار والمنافقون إلى درجة أنه من شدة فتنته يخرج إليه أناس من مكة والمدينة لأنه لا يدخلهما، ففتنته فتنة عظيمة خطيرة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منها في دبر كل صلاة فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن فتنة المحيا والممات).
وفتنة الفقيه الدجال في هذه الأيام من الفتن الخطيرة، وفيها شبه من فتنة المسيح الدجال؛ لأن الدجل والكذب من العوامل المشتركة بينهما ولا فرق! اللهم إلا أن الفقيه الدجال دخل حتى مكة والمدينة من خلال قنواته ومواقعه؛ فهو يبذل ما بوسعه، من أجل تضليل الناس وتفريق كلمتهم، وإثارة الضغائن فيما بينهم، ومحاولة نزع البيعة من رقابهم، ليمزق وحدتهم، شعاره شعار فرعون عند بني إسرائيل بين يدي موسى: {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} يتتبع عورات المسلمين، ويتصيد أخطاءهم، ويحصي زلاتهم، وينشر معايبهم، بل يغتابهم ويبهتهم؛ نصب بين عينيه العداء لولاة أمرنا في هذه البلاد يدفعه الحسد الذي أكل قلبه، والحقد الذي نخر فؤاده، يدعي الإصلاح وهو في قمة هرم المفسدين، ويدعي الحرص على الدين وهو معول هدم له، ويزعم نشر الخير وهو منبع شر بقنواته ومواقعه.
وقد وجد الفقيه أتباعا وانصارا، مثله كمثل إبليس وما أكثر اتباعه، وكمثل الدجال وكمثل فرعون بوزارئه وجلسائه، وصدق الله جل جلاله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
فمن خلال هذه الصفحة المباركة أحذر أشد التحذير كل من انخدع بالفقيه الدجال أن يفيق من سكرته، ويرجع إلى رشده وصوابه، ولينظر بعين البصيرة للفقيه ويستنتج أهدافه ومطامعه، وليسأل نفسه ماذا يريد السفيه بتتبع عورات المسلمين، أيريد أن تقام الصلاة في بلاد الحرمين؟ فهذه هي مقامة والمساجد بها عامرة، أيريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فها هو ولله الحمد صروحه شامخة، ورجاله يقومون بعملهم على أكمل وجه! أيريد كتاب الله؟ فها هو يحفظ ويدرس ويطبع ويوزع ويشجع أهله! أيريد إقامة الحدود؟ فها هي ولله الحمد تقام والواقع أكبر برهان! إذا ماذا يريد السفيه؟ إن كان يدندن حول الكفار فها هو يعيش بينهم ويأكل من فتاة خبزهم! وإن كان يزعم الإصلاح فالأقربون له اولى بمعروفه!
فحقيقته كذاب دجال، كما أشرت آنفاً أكل الحسد قلبه ونخر الحقد فؤاده والواقع أكبر برهان، اسأل الله أن يعيذنا منه ومن فتنته.

( * ) حائل ص ب 3998


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved