Friday 3rd December,200411754العددالجمعة 21 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
شذرات من أفكار...
د. خيرية السَّقاف

هناك من يُصدر أحكاماً على الآخر غيابياً..
فكم من متهمٍ لم تثبت إدانته..
وكم من مظلومٍ لم تقم عليه حجة..
وكم من مطعونٍ لم يدرِ من الذي حمل عليه السكين..
وكم من مدفونٍ ولا يعلم عمَّن أهال عليه التراب...
وكم من ملطَّخٍ وبيد غيره الفرشاة والألوان...
وكم من مجرثمٍ وهو يجهل من مدَّ إليه بفوَّهة الميكروبات
* هناك من يحسد:
على نعمة كبرى، وصغرى...
يحسد الإنسان على رزقه، وعلى علمه، وعلى دينه، يحسد على مظهره الخارجي الذي لا يملك منه شيئاً، وعلى ما في قلبه وهو سرَّه الذي بينه وبين ربّه...
يحسد حتى على قدرة المشي، والسجود، والوقوف!!
يحسد على قلمه، وحرفه، وضحكته، وهمسه...
يحسد على داره حتى إن كان من القشِّ أو الطين أو حتى الصفيح...
يحسد على ورقة بيضاء بين يديه، وقلم رصاص أو شمع بين أصابعه...
يحسد على برد يحيطه فيجد ما يقي جسده به من الثوب، وعلى جوع يعتوره فتتوفَّر له لقمة تؤده...، وعلى عطشٍ يصيبه فيجد قطرة يبل بها صدأه...
* المرء يحسد على قدرته في أن يكون على موعده دون أن يتأخر، أو عند وعده دون أن يخلفه...
ويحسد على صبره على المكاره بمثل ما يحسد على صمته عن الأذيَّة بل يحسد على صبره على الألم، ويعينه في العوض...
* ماذا بقي للإنسان وهو يصدر أحكامه، ويحوَّلها إلى حسد يتعامل به مع الآخر؟!
أليس في الصدر مضغة يمكن أن تنهض برهجة حسِّ، يعرِّفه الإنسان (بالضمير) كي يغسلها من أدرانها، ويوظِّفها في طهرٍ؟
* تلك الفكرة الوحيدة التي لا يخلو عقل إنسان منها وهي تعتلج فيه بما يجده من الآخر، الذي وظَّف وقته وعمله وفكره في شؤون الذين يعبرون به في الحياة إمَّا عن قربٍ، وإمَّا عن بعد...
* متى يشغل الإنسان نفسه بنفسه ويتبصّر في أمرها؟!
***
* هذه الشَّذرات من أفكار (ابتسام زكي)، أكتبها بطلب منها فعسى أن أكون قد أوفيت.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved