Friday 3rd December,200411754العددالجمعة 21 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

رأي رأي
على قدر أهل العزم.. تأتي العزائم
سامي اليوسف

العزيمة .. الإصرار.. الروح والدافع.. أدوات التفوق والنجاح.. في كل زمان ومكان.. على مدى العصور خاض الفرسان الشجعان.. وصانعو التاريخ حروبهم وحققوا انتصاراتهم الخالدة وبطولاتهم السامقة.. بهذه الأدوات الحقيقية للنجاح.. وبقي السر المهم.. في كيفية التعرف على هذه الأدوات وتطويعها لمصلحة الفرد والجماعة نحو تحقيق الهدف.. وقهر المستحيل.. ويلعب التفكير الإيجابي.. بعد مكاشفة النفس ومحاسبتها.. دور العوامل المساعدة للوصول إلى تفعيل هذه الأدوات.
فالاتحاديون من بعد الهزيمة المذلة في جدة.. التي كانت أشبه ب (الصدمة) لنا جميعاً.. بدؤوا رحلة قهر المستحيل.. وأعني بكلامي اللاعبين.. الذين كانوا نموراً بحق (قولاً وفعلاً).. رجال مواقف..أدركوا أخطاءهم.. وصححت إدارتهم الخلل.. بإبعاد المدرب إيفيتش الذي جعل العميد يعيش حالة وهن وهزال شديدين بتشكيله الغريب المستمر.. وأسلوبه العقيم.. شعر اللاعبون بحجم المسؤولية.. وفداحة الخطأ.. وكبر المهمة.. وأدركوا بمعالجة نفسية ناجعة.. كيفية بلوغ النجاح لمهمتهم التي كانت أقرب للمستحيل.. فكانت عناصر وأدوات النجاح العزيمة.. حيث عقدوا العزم بروح عالية وإصرار كبير على تحقيق اللقب من خلال الطريق الأشد وعورة بدافع حبهم للاتحاد وولائهم للوطن.. وقد لمست هذا كله من تصريحاتهم عبر الصحف.. وأقصد اللاعبين هنا (للمرة الثانية أكررها).. لأن التهيئة النفسية سواءً من الإعلاميين المحسوبين على الاتحاد أو الإدارة في أعلى هرمها لم تكن بالقدر الكافي.. ولعل الظهور والطرح الإعلامي الاتحادي (اليائس) يعكس صدق ما ذهبت إليه.. وغياب الرئيس عن مرافقة البعثة يؤكد أيضاً حالة فقدان الثقة بمقدرة النمور على قهر المستحيل.. وكم تمنيت أن يكون الرئيس الاتحادي في مقدمة البعثة الاتحادية إلى كوريا مهما كانت النتائج.. لأنه ببساطة.. الرئيس يبقى رئيساً مؤثراً في الفوز أو الخسارة.
** ما سبق ذكره.. كان قبل السفر والمباراة.. أما في الملعب .. فلقد تجسَّدت الأدوات التي ذكرتها من خلال الانضباطية الشديدة في الأداء الاتحادي وتطبيق الجمل التكتكية والتشكيل الواقعي والمناسب الذي لعب به المدرب دورغان.. وحالة الحماس والقتالية التي كان عليها اللاعبون على مدار الشوطين... وكان المدرب في الموعد تماماً من حيث القراءة المثالية للمباراة وتقدير قوة الفريق الكوري وإجادته في إجراء التبديلات واختلاف الطريقة بين الشوطين.. فالروح أمست واحدة.. ولعبوا على قلب رجل واحد.. لأن الهدف والدافع كان واحداً.. فجاء النصر المؤزر للكرة السعودية أولاً وقبل كل شيء.. ولفرقة النمور التي أكلت الكوريين.. (حبة .. حبة).
(يا اتحاد ألعب.. وإحنا لك سند)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved