Monday 6th December,200411757العددالأثنين 24 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الحبر الأخضر الحبر الأخضر
أسئلة الحوار الفكري - الوطني الرابع
د. عثمان بن صالح العامر

تتفق الآراء ويجمع الباحثون والمنظرون والكتاب والشعراء بل وحتى الدهماء والعوام والحفاة العراة رعاة الشاة على أهمية مرحلة الشباب مع اختلاف في تحديد سن البداية لهذه المرحلة الهامة.. كما تشير أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية والنفسية الى أن قضايا الشباب كانت وما زالت من أهم الاشكاليات التي تؤثر على مستقبل الأوطان.. والى خطورة هذه المرحلة من العمر على حاضر المجتمع ومستقبله.. ولذا لا عجب أن تخصص جلسات اللقاء الرابع للحوار الفكري والذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتحتضنه المنطقة الشرقية.. لمناقشة (قضايا الشباب.. الواقع والتطلعات) وسوف يناقش المشاركون حسبما نشر في موقع المركز ابتداء من صباح الثلاثاء وحتى يوم الخميس القادم محاور أربعة.. أضع على كل محور سؤال أساس وأسئلة أخرى هامة تدور في خلجي وأعتقد أنها قد تكون عند غيري وأتمنى أن تجد هذه الأسئلة الاجابة الواضحة والصريحة على طاولة الحوار الوطني الرابع، ونقرأ عنها في الصحف والمجلات من خلال التغطية الاعلامية الراصدة بمصداقية وسلامة نية بعيدا عن التشفي والحوارات الجانبية التي قد لا تهم القارئ والمتابع بشغف نتائج هذا اللقاء الوطني الهام.
* المحور الأول: الشباب والمواطنة..
أظهرت دراسة خليجية تدني استشعار المسؤولية الوطنية لدى الشباب السعودي مقارنة ببقية دول الخليج!! ومع أنني لا أعلم ما هو المعيار الذي تم الاحتكام اليه لقياس مدى عمق المواطنة عند هذا وذاك ولا حتى الحيثيات التي بني عليها التحليل.. ولكن على افتراض صحة هذه النتيجة فلماذا يكون هذا؟ وما هي أهم أبعاد المواطنة قيما وممارسة لدى شباب هذا الوطن؟
وما هي الحقوق والواجبات المتكرسة في بنية وعي هؤلاء الشباب انبثاقا من هذا المفهوم المتجذر في بنية العقل العربي بدلالات مختلفة ودوائر متباينة ومتعددة؟ وأين الشباب من المواطنة بمفهومها التقليدي والمواطنة بمفهومها العصري؟ وما هي أهم سمات المسؤولية الوطنية في حس المثقف السعودي؟
وما دور المؤسسات التربوية والاجتماعية في تعزيز روح الانتماء الوطني الفعال؟ وهل لمفردات مادة التربية الوطنية التي تدرس في مدارسنا دور في تنمية روح الانتماء الى هذا الوطن المعطاء قادة وأرضا وشعباً؟
* المحور الثاني: الشباب والتعليم
ما هي قناعات الشباب بمساراتهم التعليمية؟ وإلى أي مدى يدركون كلفتها؟ وما نتاجها من مهاراتهم وخبراتهم الذاتية؟ وكيف يوظفونها في خدمة أنفسهم ومجتمعهم؟ وهل يعون لماذا تتجه الأنظار الى مناهجهم التعليمية تغييرا وتطويراً؟ وما هو موقفهم الشخصي من مناهج وآليات ووسائل التربية والتعليم في بلادنا؟
* المحور الثالث: الشباب والمجتمع والثقافة
للشباب في أي قطر من الأرض ثقافته الفرعية والخاصة التي تكونت نتيجة تميز الشباب بعادات وقيم وتقاليد ومعايير ومفردات لغوية وطرق خاصة في اللعب والتسلية وأساليب في التعبير عن النفس وطرق اشباع الحاجات.. كما أن لهم تصرفاتهم الخاصة في المواقف المختلفة واتجاهاتهم وقدراتهم وانفعالاتهم مما يشكل في مجمله ثقافتهم التي يتميزون بها في المجتمع.. وإن كان التعرف على معالم ثقافة الشباب مهم فيما مضى فهو في الوقت الراهن أكثر أهمية نتيجة التغير الملحوظ في سلوكياتهم (أفراطا وتفريطا) بفعل عوامل عديدة داخلية وخارجية وعلى رأسها جميعا ثورة الاتصالات والعولمة والتحولات الثقافية الجوهرية التي ولدت الفجوة الثقافية بين الشباب والشيوخ، وكذلك الضغوط المحلية والعالمية، اضافة الى ما يتسم به قطاع الشباب من المشاعر الحادة والتمرد مما يجعل الوقوف على ثقافة الشباب وتشخيص واقعها ومعرفة معالمها مطلبا هاما لصناع القرار وأجهزة التخطيط في المجتمع.. فهل يتحقق ذلك من خلال نقاشات الحوار الفكري الوطني الرابع؟
من جهة ثانية أكدت احدى الدراسات الميدانية التي هدفت الى التعرف على اتجاهات الشباب السعودي إزاء الغزو الثقافي أن الشباب (عينة الدراسة) لديهم اتجاهات معرفية جيدة نحو الأبعاد الثلاثة ذات العلاقة بالموضوع وهي (عملية الغزو الثقافي المنظم الذي يهدد الخصوصية الثقافية في عصر العولمة - آليات الغزو الثقافي - مجالات الغزو الثقافي) فما هي الوسائل التي اتخذت من أجل ضمان الأمن الثقافي؟
وما دور مؤسسات التربية والتعليم في مواجهة العولمة الثقافية؟ وإلى أي مدى يمكن أن تلعب الثوابت الثقافية دورها في مواجهة المتغيرات العصرية؟ وأي التيارات الفكرية المتشكلة في بنية النسق الثقافي السعودي ستسود في المستقبل المنظور؟ وهل اتخذت آليات العمل الثقافي في المملكة العربية السعودية من التدابير ما يمكنها من ادارة المنازلة الحالية وفق الفنيات المتعارف عليها في ادارة الصراعات الثقافية العالمية؟
* المحور الرابع: الشباب والعمل
هل يدرك الشباب التغيرات الحادثة في آليات سوق العمل وفق منطق الخصخصة السائد عالمياً؟ وما اتجاهات الشباب نحو العمل بأنواعه المختلفة؟ وإلى أي مدى يمكن أن تسهم الحوارات الوطنية المتعدد في تنمية الوعي بمقتضيات العمل الحديثة والمعاصرة؟ وما الفرق بين العطالة والبطالة عند الشباب؟ ومتى نحكم على الشاب بأنه ضمن منظومة العاطلين؟ وما هي النسب الحقيقية والصحيحة للبطالة في المملكة العربية السعودية؟ وهل يمكن اعادة قراءة ملف السعودة برؤية عقلية لا عاطفية من أجل مصلحة الوطن وتنميته ورقيه وحضارته لا المواطن الذي لم يدرك بعد دوره في الحياة ومسؤوليته الذاتية عن نفسه وعمن يعول؟
والسؤال الأهم في هذا اللقاء (نرى في شارع الحياة سلوكيات شبابية تنافي مبادئ الدين وتخرق سياج القيم وتكسر ايقاع العادة والألف ونسمع في مجالسنا والمنتديات ونقرأ في الصحف والمجلات عن أحداث موجعة قام بها شبابنا ومسرحها أرضنا.. قضايا وحوادث تهز الوجدان وتثير الأشجان تبعث على الأسى وتحرك الأحزان وتفاصيلها يتصدع لها الحجر.. وتطرح مثل هذه القضايا والأحداث أمام الجميع هذا السؤال.. ترى ما الذي يحدث بالضبط؟
ومن المسؤول عن هذا النتوء الفكري والسلوكي الذي يشوه صورة المجتمع ويخدش مثله وأخلاقه الاسلامية الصحيحة؟ أما مسك الختام فهو سؤال الاستشراف للمستقبل القادم وهو نتيجة طبيعية لما مضى من تساؤلات هامة في نظري وفحوه ومضمونه شبابنا.. وفتياتنا إلى أين؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved