Monday 6th December,200411757العددالأثنين 24 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الشيخ القرعاوي.. بدر أفل الشيخ القرعاوي.. بدر أفل
عماد بن محمد القرعاوي / الرياض

الحمد لله عالم الغيب والشهادة كتب الآجال على جميع عباده وبعد: ففي يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان لعام 1425هـ في العاشرة والربع صباحاً قاب الحق او دنى وانتشل منا محبوب الاقصى والادنى فخطف الروح الزكية وادناها فكانت له المنى ولنا العزى والسلوى بالقدر المحتوم حلواً كان أو مراً وحسبي أن أقول انه فقيه وقاضٍ لأكثر من أربعة واربعين عاما عاش اكثر من سبعين سنة لم يعرف سوى خدمة الدين ومواصلة الاعمال الصالحة رائد اسرته في جميع المحامد والمكارم ذلكم هو صاحب الفضيلة الوالد الشيخ الجليل صالح بن عبدالرحمن القرعاوي القاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة.
ولد رحمه الله بمدينة بريدة ونشأ بها نشأة صالحة وطلب العلم على علمائها ولازم الشيخ عبدالله بن حميد رئيس قضاء القصيم مدة عشر سنوات ثم انتقل الى الرياض للدراسة في كلية الشريعة فدرس في الجامع الكبير على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار في وقته حتى تخرج في الكلية فرشحه الشيخ محمد بن إبراهيم للقضاء فتهرب منه لأكثر من ستة أشهر حتى أصر عليه الشيخ فتعين في قضاء الاحساء وبقي فيها مدة طويلة حتى انتقل الى قضاء ابقيق ثم انتقل رئيساً لمحاكم وادي الدواسر وبعدها انتقل رئيساً لمحاكم القويعية وبعدها انتقل الى محكمة التمييز بمكة المكرمة قاضياً ومكث فيها حتى وفاته وكان رحمه الله مهيباً وقوراً غيوراً على حرمات الإسلام والدين وكان على سيرة السلف الصالح وما كانوا عليه من الهداية والدين وكان في كل منطقة يعمل بها يصلي بالناس الجمعة ويخطب بهم ويصلي بهم الاعياد وكان خطيباً مؤثراً جهوري الصوت ويتفقد الايتام والفقراء والمساكين واصحاب الحاجات وحريصا على حلقات تحفيظ القرآن وسيرها واشرف على جمعية البر وجمعية تحفيظ القرآن وكان يقف مع رجال الحسبة وكان شديد التمسك في قضائه بالكتاب والسنة وحريصاً على نزاهة يده وماله وتعامله مع الناس والإصلاح بينهم وعلى الصلة بأقاربه وأرحامه والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم.
وكان الشيخ رحمه الله مع ما يتصف به من الاتزان وحصافة الرأي والهيبة والوقار جواداً كريماً جلب اليه الجود وحسن اخلاقه محبة الناس واجلالهم فشاع له الذكر الجميل بين أقاربه وأرحامه وزملائه وفي كل منطقة يعمل بها حتى وفاته رحمه الله وقد صلى عليه جموع غفيرة من المسلمين في المسجد الحرام ليلة تسع وعشرين من رمضان يوم الخميس ليلة الجمعة بعد صلاة التراويح ودفن في مقبرة الشرائع وذلك بعد مرض عانى منه طويلا، غفر الله له وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved