Monday 6th December,200411757العددالأثنين 24 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(المادة) سبب في (تقويض) العش الزوجي الجميل (المادة) سبب في (تقويض) العش الزوجي الجميل

قرأت في عدد الجزيرة 11726 وتاريخ 22 رمضان موضوعاً للأخ عدنان أحمد كيفي كان بعنوان (الرجل هو المسكين في هذا الزمان) وهو في الأصل تعقيب على موضوع للكاتب عبدالرحمن السماري كان بعنوان (أزواج غائبون).. فأقول مستعيناً بالله: الحياة بدون رجل وامرأة ليست حياة، والحياة بدون رجل وامرأة لا طعم ولا لون لها.. والحياة المشتركة لن ترسو على بر الأمان إلا بتعاون الاثنين معاً.. بالثقة المتبادلة تكون السعادة، وبالحب يستمر الوئام وبالإخلاص والوفاء لكليهما يتحقق الاستقرار، وهذه هي الحقيقة.. ربما يكون الزواج هو المركب الوحيد الذي يقوده اثنان، بل يجب أن يقوده اثنان ليرسوا على شاطئ المودة والرحمة والسكينة.. المرأة من الخلف تدفع الرجل إلى البناء والطموح وعمارة الأرض والرجل من الأمام يقود المرأة إلى طريق الخير والحق والجمال.. هذه هي الحياة السعيدة وهذا هو الزواج الناجح.. ولا شك بأنه لا فضل لأحد على أحد إذا استطاع كل واحد منهما أن يؤدي دوره المنوط به على الوجه المطلوب أو على الأقل يكون قريباً من ذلك.. فإذا أدت المرأة ما عليها من واجبات تجاه زوجها وبيتها وأطفالها برئت من استهجان الزوج وسلمت من شكواه وحججه المختلقة أحياناً، وإذا أدى الرجل ما عليه من واجبات حقق أسمى الغايات النبيلة، ولا تستطيع المرأة أن تنتقصه بشيء مشروع..
الحياة الزوجية شراكة مطلوبة دون منّة لأحدهما على الآخر.. ويجب أن يعرف الزوجان ذلك من جميع الجوانب سواء المادية أو المعنوية وشريطة ألا يستغل أحدهما الآخر أو تتزعزع ثقة أحدهما في شريكه، بل يجب أن يكون الود والصفاء والنقاء والوضوح هي المبادئ الجميلة التي تزين مركب الزوجية وتوثق عراه وتحمي أركانه.. إذا كان الزواج كذلك تحققت أسمى الغايات والأهداف النبيلة من الزواج.
ودعوني أكون صريحاً وأقول إن المادة للأسف الشديد غيرت حياتنا وقوضت عشنا الزوجي الجميل.. جعلنا نبحث فقط عن المصالح المشتركة وبالتالي أصبحت حياتنا جامدة لا حراك فيها سوى أن الزوج والزوجة أصبحا اثنين يعيشان مع بعضهما تحت سقف واحد دون أي عواطف أو مودة أو اهتمام بالجوانب المعنوية والنفسية.. اللهث وراء تحقيق الرغبات بأي شكل كان أنسانا الاهتمام بمشاعر وأحاسيس الطرف الآخر.
وسرق منا أجمل لحظات حياتنا الأسرية، أما بخصوص الأزواج الغائبين.. فكما أن هناك أزواجاً غائبون فهناك نساء أيضاً غائبات، وهن كثير، والمسألة مسألة مبدأ أخلاقي وذمة وضمير وقبل ذلك دين عظيم.

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي/ أخصائي اجتماعي
الرياض 11668 ص. ب 155546


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved