Tuesday 7th December,200411758العددالثلاثاء 25 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

ملامح فتنة طائفية في مصر.. وتظاهرات الأقباط في المقر البابوي ملامح فتنة طائفية في مصر.. وتظاهرات الأقباط في المقر البابوي

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
مثل كرة النار التي انتقلت من أسيوط (جنوب مصر) إلى محافظة البحيرة (شمالها) إلى القاهرة (وسطها).. وتشهد مصر ملامح فتنة طائفية وذلك بتصاعد غضب الأقباط من جراء حوادث يطل منها شبح الفتنة المخيف من جديد وإن كان الجميع يعمل على اجهاضها مبكراً، فقد احتشد مئات الأقباط داخل المقر البابوي بالقاهرة وتظاهروا احتجاجاً على اختفاء زوجة أحد القساوسة بمحافظة البحيرة، وقيل إنها أعلنت إسلامها وتحتجزها سلطات الأمن خوفاً عليها، غير أن الأقباط وأسرة الزوجة المختفية تقول: إنها لم تعلن إسلامها وأنها اختفت مع زميل لها مسلم وهما يعملان في الإصلاح الزراعي بالمحافظة.
وأدانت تظاهرات الأقباط الصمت الحكومي وناشدت الجهات المسئولة بالتدخل لاسترداد الزوجة المختفية، مؤكدين في نفس الوقت ألا حل لقضايا الأقباط من الخارج وقد سبق هذه التظاهرة وجود أسرة وأقارب الزوجة في عزاء فقيد الصحافة المصرية سعيد سنبل وتقدموا بطلباتهم إلى البابا وإلى أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، مطالبين بسرعة التدخل لاسترداد الزوجة. وقد أثارت تظاهرات الأقباط داخل المقر البابوي العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الواقعة والوقائع المماثلة التي وقعت في أسيوط في شهر أكتوبر الماضي وهل يمثل ذلك نذير فتنة طائفية تدخلها مصر من جديد وهي التي عانت منها سنوات الثمانينيات وبداية التسعينيات.
حادثة أسيوط كانت أحدث حلقات الصراع بين أقباط أسيوط وكنيستهم من جهة والدولة من جهة أخرى وبدأت الواقعة في شهر أكتوبر الماضي عندما أعلن القس ابانوب بكنيسة مارمرقس بأسيوط أن هناك رب أسرة مسيحية في قرية موشي قد أعلن إسلامه هو ووالدته المسنة في عامها الثمانين وبقيت الأم وأولادها الخمسة لم يعلنوا إسلامهم وقد اتهم القس رئيس الوحدة المحلية بقرية درنكة وهي قرية أمين الحزب الوطني بأسيوط بالذهاب مع مدير مكتب الحزب الوطني هناك إلى الأم وعرضوا عليها أن يتبعوا الأب في إسلامه وقالوا: إن الذي أرسلهم هو أمين الحزب الوطني وتفجرت القضية بعد استدعاء القس ابانوب إلى مقر مباحث أمن الدولة للتحقيق معه في الواقعة ثم أخلي سبيله لينشر تفاصيل القصة على وسائل الإعلام المختلفة وقد جرت مواجهة منفصلة بين القس وأمين عام الحزب الوطني بأسيوط وروى الطرفان أحاديث متناقضة. الحادثة فجرت غضب الأقباط من ناحية وغضب المسلمين من ناحية أخرى وجاءت حادثة زوجة القس في محافظة البحيرة لتزيد من حدة الغضب الذي أعلن عن نفسه في تظاهرات المقر البابوي بالقاهرة. الجميع من المسلمين والأقباط يؤكدون أن هذه الحوادث شأن داخلي وليس لها تدخلات من الخارج أو توجهات خارجية ويؤكد الجميع على ضرورة الإسراع بحل هذه المشكلات لوأد بذور الفتنة قبل اشتعالها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved