Tuesday 7th December,200411758العددالثلاثاء 25 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الأمن الإقليمي في الخليج
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لم تعد العلاقات الدولية - خاصة بين دول الإقليم الواحد - تُدار فقط عبر اللقاءات الثنائية ومن خلال المفاوضات، التي تجري في غرف مغلقة وعادة لا يُعلن عن كل تفاصيلها.. لم يعد هذا الاسلوب مجدياً لتشابك العلاقات وطغيان الشفافية والمصارحة على كل الانشطة بما فيها العلاقات السياسية. ولهذا فقد كان الأمير سعود الفيصل واضحاً وصريحاً وصادقاً في تناوله للإطار الجديد للأمن الإقليمي في منطقة الخليج العربي، من خلال محاضرته الموسوعة في منتدى الحوار الخليجي، الذي اختتم يوم الأحد الماضي في العاصمة البحرينية المنامة. وقد أضاف الأمير سعود الفيصل أهمية إضافية لمحاور المنتدى باعتماده الشفافية والصراحة فيما طرحه بصدق عن الخطوات التي تعزز الأمن الإقليمي؛ إذ يرى سموه أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج جميعاً إلى تحقيق مصالحها منفردة ومجتمعة من خلال تطوير استراتيجية اقتصادية وأمنية واضحة وموحدة، مع الوفاء بمتطلبات القدرة العسكرية المشتركة الفعّالة كأولوية قصوى، مع العلم أن ذلك لا يعني بالضرورة التأثير على ما تحظى به بعض أو أي من هذه الدول من علاقات خاصة بالآخرين.
ثانياً: يجب اضافة اليمن في هذا الاطار الامني للخليج؛ اذ يستحيل فصل الخليج عن بقية شبه جزيرة العرب. إن الحجم الجغرافي والسكاني لليمن لابد أن يُسهم ايجابيا في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة، وقد تعاونت اليمن على تطوير علاقات رئيسية مع دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي من شأنه تسهيل عملية حصول اليمن على العضوية الكاملة للمجلس.
ثالثاً: يمثل العراق جزءاً مهماً في المنطقة، وعليه فإن وجود عراق آمن ومستقر وموحد يعتبر أمراً ضرورياً لنجاح المنظومة الامنية في الخليج؛ لذلك نحن نستنكف أن يتحول العراق إلى حقل للتجارب، كما ان محاولة تكرار ممارسة تجارب الاستعمار التي شهدها أوائل القرن العشرين في العراق لن تفلح في هذا القرن مثلما لم تفلح من قبل.. ومما لا شك فيه ان استخدام القوة لن يكفل المستويات المطلوبة من الأمن والاستقرار في العراق، بل على النقيض من ذلك فإن المطلوب - إذن - هو عملية حوار وطني تفضي إلى مصالحة وطنية، وتستوعب كل شرائح وفئات الشعب العراقي لترسي دعائم المستقبل السياسي لبلادها.
إنَّ المعاهدة الكويتية العراقية، بما انطوت عليه من ضمانات دولية، يمكن ان تشكل نموذجاً يحتذى به لاتفاقيات مماثلة بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران. إن هذ الاسلوب البنّاء هو وحده الكفيل بجعل العراق نموذجاً يحتذى به على الصعيد الاقليمي.
رابعاً: يمثل وجود ايران الصديق والمزدهر عنصر استقرار آمن لكافة المنطقة.. وحتى يتنسى ذلك يحتاج أصدقاؤنا الايرانيون إلى تطوير مستويات رفيعة من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني مع جيرانهم على أساس من المصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون المحلية من الطرفين.
وفي هذا الإطار فإن دواعي القلق الاقليمي من سياسات الهيمنة التي مارسها نظام الشاه يجب أن تصبح جزءاً من ماضٍ بعيد ومنسي.
وفي هذا الإطار فإن استجابة ايران لدعوات حل قضية الجزر الاماراتية عبر الطرق السلمية يمكن ان تشكل خطوة ايجابية في هذا الصدد، كما ان المزيد من المشاركة الفعالة في الحرب ضد الارهاب يشكل عاملاً مساعداً.
وفي الوقت نفسه فإن مما يدعو للارتياح تنامي علامات الاعتدال والواقعية في السياسة الخارجية لإيران، بما فيها الاتفاق الاخير مع المجموعة الاوروبية حول موضوع تخصيب اليورانيوم.
إنَّ من حق إيران أن تشعر بالاطمئان على أمنها، مما يقتضى بذل ما يمكن لطمأنتها بأن جيرانها لن يشكلوا أي تهديد على حدودها أو وحدة أراضيها أو أمنها الداخلي أو كيانها السياسي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved