* حوار - وسيلة الحلبي:
جهود كبيرة تبذلها الدولة بكل قطاعاتها في سبيل الحفاظ على الماء وعدم إهداره وتحليته ليصل إلى الناس عامة نقياً عذباً صالحاً للشرب.. أبحاث ودراسات عديدة في هذا المجال يجربها الباحثون في الجامعات والكليات ووزارة المياه والكهرباء بتمويل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وبمناسبة المؤتمر الدولي للموارد المائية والبيئة الجافة الذي تنظمه وتستضيفه جامعة الملك سعود وحفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، كان لنا لقاء مع معالي رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل ليحدثنا عن الجهود الكبيرة التي تبذلها المدينة لدعم أبحاث الماء.
* معالي الدكتور العذل.. نرجو أن تحدثنا عن أهمية هذه الجائزة؟ وكيف ستسهم في تشجيع البحث العلمي في مجال المياه؟ وكيف تحفز الجهات المعنية على العناية بهذه الثروة الغالية؟
- لا شك أن موضوع المياه وتوفيرها أصبح يشكل هاجساً للجميع والعديد من دول العالم - وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط - أضحت تولي هذا الجانب اهتماماً متزايداً مع تنامي حالات الجفاف والتصحر في المنطقة ومما يستلزم إيجاد حلول عاجلة وسريعة لهذه المعضلة.
ومن هنا تكمن أهمية هذه الجائزة التي تحمل اسم راعي البيئة الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله- وهي تهدف إلى تقدير جهود وبحوث العلماء المبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتّى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي أسهمت في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بإذن الله بتوفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استخدامها وخصوصاً في المناطق الجافة.
كما تتشرف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية باستلام جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه من خلال حفل توزيع الجائزة والمؤتمر الذي بدأت فعالياته تحت رعاية كريمة من سموه، وذلك بعد الفوز بأحد فروع هذه الجائزة في دورتها الأولى (الفرع الرابع المتخصص في إدارة الموارد المائية حول موضوع الأساليب الحديثة والفعالة لترشيد استهلاك مياه الري)، حيث كان البحث الفائز في الجائزة بعنوان (ترشيد مياه الري باستخدام الآلية المعتمدة على أجهزة استشعار الرطوبة في التربة).
معطيات مؤلمة يجب تلافيها
* معالي الرئيس ما هو مستقبل الأجيال القادمة (مائياً) في رأيك؟
- أشارت العديد من الدراسات والأبحاث الصادرة عن مؤسسات علمية ومنظمات إقليمية ودولية إلى خطورة الوضع المائي في كثير من مناطق العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط، وأن الحروب في المستقبل قد تنشأ بين دول المنطقة بسبب التنافس على مصادر المياه من أنهار وبحيرات، خاصة مع قلة الأمطار الموسمية والانفجار السكاني الهائل. واستنزاف موارد المياه بشكل مستمر وغير مرشد.. ومع هذه المعطيات المؤلمة يتوجب على دول المنطقة - بما فيها المملكة - الإسراع في بذل كافة الجهود والإمكانات للتخفيف من آثار هذه الكارثة المتوقعة التي تهدد الأجيال القادمة.
ولعل في الخطوات التي اتخذتها الدولة مؤخراً - رعاها الله - والمتمثلة في جهود وزارة المياه والكهرباء فيما يتعلق بحملات ترشيد المياه بشكل مستمر، وتشجيع المؤسسات ومراكز البحث العلمي في المملكة لتوجيه الدراسات والأبحاث التي تنفذها لمناقشة هذه المشكلة.. لعل في كل ذلك ما يساعد على إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة وضمان الأمن المائي لأجيال المستقبل بمشيئة الله.
بحث شامل لتقدير الاحتياجات المائية للزراعة
* حبذا لو أبرز لنا معاليكم دور المدينة في دعم الدراسات وخصوصاً في مجال المياه؟
- استشعاراً بدور المدينة في الإسهام بتقرير التنمية المستدامة للموارد الطبيعية والبيئة المعتمد على استخدام العلوم والتقنية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية والذي يتطلب حشد وتعزيز وتنمية القدرات والإمكانات العلمية والتقنية وتوجيهها نحو الأولويات والاحتياجات الوطنية فقد أولت المدينة اهتماماً خاصاً بمجال المياه ووجهت اهتماماتها البحثية في المجالات ذات العلاقة بمصادر وترشيد استخدام المياه.
وفي هذا الصدد فقد قدمت المدينة دعماً مادياً للعديد من الأبحاث الوطنية في مجال المياه منها على سبيل المثال لا الحصر البحث الفائز في الجائزة بعنوان (ترشيد مياه الري باستخدام الجدولة الآلية المعتمدة على أجهزة استشعار الرطوبة في الدولة) بالإضافة إلى بحث وطني عن المياه يعدّ الأول من نوعه على مستوى المملكة العربية السعودية بمبلغ يقدّر ب(خمسة ملايين وستمائة وخمسين ألف ريال) يتم تنفيذه على مدى خمس سنوات من كل نخبة من الباحثين يمثلون عدداً من الجامعات السعودية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارة الزراعة.
وتكمن أهمية هذا البحث الذي يأتي تحت عنوان (الاحتياجات المائية للمحاصيل الاقتصادية في المملكة العربية السعودية) في كونه أول بحث وطني شامل يتناول قياس وتقدير الاحتياجات المائية لأهم المحاصيل الزراعية في مناطق المملكة الزراعية الرئيسية، حيث تساهم نتائجه بمشيئة الله إلى حد كبير في توفير البيانات الكافية والضرورية لمساعدة الهيئات الرسمية المعنية بمجال الزراعة والمياه في وضع خطط الموازنة المائية لكافة مناطق المملكة من أجل الحفاظ على المخزون المائي، وتنفيذ خطط ترشيد استخدامات مياه الري بما يتناسب مع الحالة الراهنة للمياه في المملكة.
دراسات وأنشطة علمية لتعزيز الأمن المائي
* هل هذه كل الأبحاث التي تجريها المدينة في مجال المياه؟
- علاوة على الأبحاث التي تجريها المدينة في هذا المجال فهي تدعم وتمول العديد من الدراسات المتعلقة بالمياه، لإدراكها لأهمية المياه حاضراً ومستقبلاً، ومن الأبحاث التي دعمتها المدينة بحث بعنوان:(نمذجة العوامل التصميمية المؤثرة على توزيع المياه في أنظمة الري بالتنقيط)، ومن أبحاث المدينة أيضاً في هذا المجال: طرق الري بمياه الصرف الصحي وإمكانية استعمال مياه الصرف، استعمال المياه عالية الملوحة في الزراعة في البيئة القاحلة، الاحتياجات المائية لمحصول القمح تحت ظروف المناخية المختلفة في المملكة العربية السعودية.
كما تنفذ المدينة من خلال معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئية العديد من الأنشطة المتعلقة بهذا الجانب، إذ يقدم المعهد عدة برامج بحثية، منها: برنامج بحوث المياه الذي يهدف إلى الإسهام في تحقيق مفهوم التنمية المستدامة لموارد المياه في المملكة، وذلك من خلال القيام بالأنشطة العلمية البحثية والتطويرية المتعلقة بتطوير مصادر المياه وإداراتها والمحافظة عليها، وترشيد استخدامها، وتعزيز الأمن المائي في المملكة.
|