دائرة الإرهاب

سيظل العمل الإرهابي ممقوتاً في كل تجلياته وأشكاله، فهو يقتحم على الآمنين حقهم في الأمن ويأخذ القانون بيده دون وجه حق. وهو بتسلله الفجائي لا يستثنى أياً كان من رصاصاته الطائشة الحاقدة التي تحصد الأبرياء وتشيع الرعب وتروع الآمنين.
وإذا كان من نجاح للإرهاب فهو نجاحه في خلق جبهة عريضة ضده وحشد كل الأسوياء ضد اساليبه المقيتة التي تنشط في الظلام.. فهناك خصام واضح بين العلنية وهذه الأعمال غير الانسانية، فالخلايا الإرهابية لا تستطيع الا أن تعمل في الظلام، وهي توجد حيث لا يتوقع لها الآخرون ان توجد وتتخذ اشكالا شتى من اجل التخفي، لكن يبقي انها تفتقر إلى أي ملامح انسانية يمكن تمييزها بها.
حادث أمس في جدة وما سبقه رسخ في الأذهان الرفض الشديد لهذه الفئات الضالة التي تسبح ضد تيار الإخاء الإنساني والتي تفتقر إلى مبادئ ديننا القويم التي تحفظ للانسان حقه في الحياة والتي توضح بصورة جلية التعامل مع الغريب حتى وان كان من غير ديننا فدمه محرم، غير أن هؤلاء الذين تعرضوا لمسخ مشوه من التعاليم الغريبة التي تبيح لهم ما هو محرم قد استطابوا هذا النهج الوحشي وزين لهم قادتهم سوء أعمالهم التي تأباها الفطرة السليمة ويرفضها العقل. وسيكون مفيدا لهؤلاء المارقين ان يستعيدوا شريط الاحداث لكل جرائمهم، ليعرفوا حصيلة ما صنعوا طوال بضع سنوات، لقد شملت هذه الحصيلة عشرات القتلى من الابرياء فضلا عن تدمير المنشآت واهدار الموارد وخلق حالة من الرعب في النفوس إلى جانب بذر الشكوك في النفوس.
والمشكلة أنه هذه الفئة محسوبة على الاسلام، وفي ذلك كل البلاء، اذ بات علينا إلى جانب تجنب هذه الأعمال الدنيئة اقناع الآخرين بان ديننا بريء كل البراءة من هذه الأعمال الاجرامية، خصوصا وأن هناك من يتحين اصلا الربط بين الإرهاب والاسلام، وهؤلاء يرون أن مثل هذه الأعمال تقدم لهم الفرصة التي انتظروها.
سيظل الإرهاب يحصد الخيبة تلو الأخرى، فليس هناك من يمكن أن يبني أو يقيم أي صرح على جثث الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال، وليست هناك آفاق لمثل هذه الجرائم سوى الانخراط في المزيد منها، فهؤلاء ومن يدعمونهم ليس من مستقبل امامهم سوى السحل والقتل إلى أن تطويهم هم ذاتهم دائرة العنف التي اختاروها اسلوب حياة لهم.