Tuesday 7th December,200411758العددالثلاثاء 25 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م العدد (391) 3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م العدد (391)
شيء لا بد أن يقال
عبد الرحمن إبراهيم الحفظي

كم يسر المرء أن يرى عجلة التقدم والتطور تمضي قدماً بهذه المملكة العزيزة في عهدها الزاهر الذي يرعاه ملك عظيم آتاه الله الحنكة والحكمة، وليس بدعاً أن يكون هذا العهد الزاهر عهد خير وبركة ونهضة شملت أجزاء بلاده المترامية الأطراف، فالكل يرى ويعلم بملء عينه وقلبه ما تحقق لهذا الشعب ويتحقق مع مرور الزمن من التطور السريع والمشاريع البناءة التي يسجلها تاريخ هذا العهد بمداد من نور، والواقع أني لا أستطيع في هذه المقالة المتواضة الإلمام بكل ما يجب أن يذكر لأن القلم والفكر يعجزان عن حصر مآثر هذا العهد والتاريخ وحده كفيل بحصرها ولكن إنما لأعبر بكلمة قصيرة أحاول بها المقارنة فقط بين جانب واحد من واقع حياتنا هنا في المملكة وبين ما شاهدته وعلمته في دولة عربية شقيقة قدِّر لي أن أزورها منذ شهور مضت بغرض العلاج، مع العلم مسبقاً أن تلك الدولة الشقيقة ذات حضارة عريقة وتطور قلَّ أن يتوفر في غيرها من الشقيقات الأخريات، فضلاً عما حباها الله به من سحر الطبيعة وجمالها الوارف الظلال، وبحكم الاحتكاك - وغريزة الاستطلاع التي جُبل عليها الإنسان وخصوصاً عندما يجد نفسه في بلد غريب الأطوار، وقد تكون أحياناً غريزة الفضول التي تدفع به إلى معرفة الأشياء وأوجه الحياة في بلد يراه لأول مرة، فكان أول ما سألت عنه هو التعليم والصحة وكيفية نظمها بذلك البلد الشقيق باعتبارهما أسس الحياة العصرية والتقدم في كل مكان، والسلاح ذا الحدين للفتك بالجهل والمرض، وعلمت من محدثي وهو من أبناء البلد الشقيق نفسه أن التعليم للفتى والفتاة في المدارس الابتدائية وحتى الجامعة لا يتأتى إلا بالمقابل المادي الذي يدفعه ولي أمر الطالب والطالبة شهرياً أو سنوياً, ومع كون الحال كذلك فالأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يترتب عليه عند قيامه بطلب تسجيل ابنه أو ابنته أن يقوم باتصالات مضنية وتوسلات بذوي الجاه والمناصب العالية فإذا تم مطلبه وسجَّل ابنه فإن عليه الانتظار لعام أو عامين فأكثر حتى ينتظم في الدراسة.
وحدثني عن الصحة، فقال إنه توجد مستشفيات حكومية مجانية، ولكن لا يمكن للمواطن أن يحصل على الكشف والعلاج فيها إلا بعد إثبات فقره وعوزه من جهات رسمية، وهنا تذكرت بلادي وحكومة بلادي وما أسبله الله عليها من فضائل كرمه وجلائل نعمه عليها - ولو لم يكن الاعتراف بالجميل والنعم التي أسبغها الله - وما هيأته الحكومة ويسرته لكل مواطن ولكل مقيم بهذه البلاد من غير أهلها إلا من هاتين الناحيتين المهمتين لحياة وتقدم الشعوب.. العلم والصحة، فالتعليم الذي تشاد مدارسه ومعاهده وجامعاته في شتى مناطق هذه المملكة وجلب المدرسين والخبراء له من كل مكان وتأمين المطبوعات والمقررات للدارسين مجاناً، والمستشفيات لا تقل انتشاراً عن المدارس، يجلب لها الأطباء وتؤمَّن فيها العقاقير ومستلزمات العلاج لأبناء الشعب وغيرهم بلا من ولا تفضل كل هذا من فضل الله ثم بحسن الرعاية الملكية، وما أفاء به الله من الخير والنعم الكثيرة على هذا البلد الأمين، وشعبه المؤمن بعقيدته المتمسك بإسلامه، وغير هذا كثير وكثير من جلائل نعم الله علينا التي لا نحصي ثناء عليها، وصدق الله العظيم، إذ قال: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقوله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.. فشكراً لك اللهم وحمداً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved