أنقذوا شعب ليبيا من حكم المجانين

خمسة وثلاثون عاماً وليبيا وشعبها يرزحون تحت هيمنة الحكم التسلطي الفردي للعقيد معمر القذافي وزمرته الإرهابية، وفي الأول من سبتمبر الذي يعتبره الليبيون فاتحة المآسي والظلم الذي وقع عليهم وعلى بلادهم يُقَلِّبُ مثقفوها وأبناء الشعب المتعلمون وحتى القرويون والحرفيون في دفاتر ذكرياتهم ليروا ما أصاب بلادهم جراء تسلط العقيد وزمرته، وإذا كانت الشعوب تؤرخ لما يحصل من تغيرات في مجتمعها لتقارن بين السلبيات والإيجابيات، يخرج الليبيون من هذه المقارنة أكثر تشاؤماً وإيلاماً بعد أن وصلت الأوضاع إلى حالة لا تطاق وإلى وضع ميؤوس منه بعد تضاعف معاناة الليبيين التي وصلت إلى مداها في ظل نظام حكم القذافي وسياساته وممارساته القمعية القهرية. وفي الوقت الذي تعاني منه الغالبية العظمى من الشعب من الفاقة والعوز يُقْدِمُ القذافي من أجل الاستمرار في السلطة بأي ثمن، بِرَهْنِ ليبيا ومستقبلها وإمكاناتها وثرواتها وتعريض استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها لمزيد من الأخطاء، ويرضخ تحت الضغوط إلى تقديم تعويضات ضخمة من أموال الشعب بسبب جرائم أَمَرَ بتنفيذها وأَشْرَفَ على توجيهها.
وفي الوقت الذي تغيرت فيه كثير من النظم التي كانت سائدة في العالم، وتغيَّرت تبعاً لتلك الأوضاع السياسية في كثير من العالم، وتحسنت مستويات الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان نرى أن ليبيا ظلت هي الاستثناء الوحيد في ظل حكم زمرة القذافي التي حولت هذا البلد النفطي إلى إقطاعية يعبث بها القذافي وأولاده وأزلامه فساداً ودماراً، مسخرين إمكانات ليبيا لخدمة أهوائهم الرخيصة العابثة وحبك المؤامرات لإيذاء الأشقاء، ولتمكين أطماعهم في توارث ليبيا أرضاً وشعباً وإمكانيات.
قائد الإرهاب حبيس الخيمة يستوحي من عمودها خطط التآمر لاغتيال شرفاء الأمة حتى تخلو الساحة للشياطين من أمثاله، وأولاده ينثرون الفسق والفساد في باريس وروما وغيرها من المدن الأوروبية التي تمتلئ محاضر الشرطة بأعمالهم العابثة وجرائمهم الأخلاقية.
إن حكم العقيد القذافي في ليبيا الذي ظلَّ على ما هو عليه من إمعان في قمع وإرهاب الشعب الليبي وحرمانه من أبسط حقوقه تتطلب وقفة من شرفاء الأمة ومفكريها ومثقفيها لفضح أفعال وتصرفات هذا المعتوه التي فاقت أفعال المجانين الذين مهما أورد التاريخ قصصهم الغريبة تظل القصص المضحكة المبكية للقذافي أكثر منها غرابةً وقسوةً، وهو ما يتطلب مدَّ يد العون للشعب الليبي المغلوب على أمره.. خاصة بعد أن مُنِحَ القذافي وزمرته العديد من الفرص لتحسين سلوكه واتقاء الله في الشعب الليبي المظلوم، إلا أن هذا الموهوم بنفسه لا يمكن علاجه إلا بتخليص الشعب الليبي التوَّاق للحرية من نير الدكتاتورية والتسلط الذي امتد لأكثر من أربعة وثلاثين عاماً.