Thursday 13th January,200511795العددالخميس 2 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

في رسالة علميةفي رسالة علمية
صورة المرأة في شعر القصيبي

صدر عن دار الطليعة الجديدة في دمشق كتاب جديد، بعنوان (صورة المرأة في شعر غازي القصيبي)، والكتاب رسالة علمية تقدم بها الباحث أحمد بن سليمان اللهيب لنيل درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث من كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض.
والكتاب يحتوي على مقدمة وخاتمة يفصل بينهما تمهيد وثلاثة فصول، حيث عرض الباحث في التمهيد لصورة المرأة في الشعر العربي الحديث، ابتداء من مدرسة الإحياء، ومروراً بجماعتي الديوان وأبولو، وكذلك المهاجر العربية في الأمريكتين، ثم انتقل للمدرسة الحديثة متمثلة برموزها أمثال: السياب، والبياتي، ونزار قباني، وصلاح عبد الصبور، وأدونيس..وغيرهم. وخص الباحث في ختام التمهيد صورة المرأة في الشعر السعودي، تمهيداً للدخول لعالم القصيبي الشعري وصورة المراة فيه.
أما الفصل الأول فقد عرض فيه الباحث للعوامل المؤثرة في تشكيل صورة المرأة في شعر غازي القصيبي، انطلاقاً من البيئة التي تتضمن الأسرة والمجتمع المحيط بها، حيث كان لهما دور كبير في اهتمام القصيبي بالمرأة، وبلوغها منزلة رفيعة، ذلك أنه عاش محروماً من رعاية الأم في سن مبكرة، مما جعل نزوعه إلى الطفولة وحنينه إلى الأمومة يشغل مساحة واسعة من شعره، كما حظي القصيبي، من قبل جدته بعناية فائقة، حاولت من خلالها أن تزيل عنه غشاوة الكآبة التي لازمته إثر فقدان أمه، فكانت تخصه بوافر من الحب، مما جعل للمرأة مكانة راسخة في ذهنيته، كما أن غفلة الجانب الذكوري المتمثل بوالده، وانشغاله عنه ساعد على تقوية هذا الشأن في قلبه، ولقد صاحب تلك التأثيرات أحداث أسرية واجتماعية انتجت حنيناً صارخاً إلى عالم الطفولة والأمومة، وطبعت قلبه بقالب من الحزن والكآبة كان له أثر بالغ في تشكيل صورة المرأة. أما العامل الثاني فهو الثقافة، فقد كان للفترة الرومانسية التي عاش القصيبي غمارها أثر بالغ في تشكيل صورة المرأة، حيث أبرز البحث مدى تأثر القصيبي بشعراء مدرسة أبولو: علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وأبو القاسم الشابي.. وغيرهم، ومدى إعجابه بهم، مما صبغ قصائده بنزعة مثالية ترنو إلى عالم القيم. ويكشف هذا البحث كذلك عن تأثره بشعراء المدرسة الحديثة أمثال نزار قباني وبدر شاكر السياب وأمل دنقل متجاوزاً المرحلة الرومانسية إلى مرحلة واقعية ورمزية في آن واحد، أما العامل الثالث فهو السفر ولعل من أبرز النتائج التي بلغ إليها البحث في هذا العامل لدى القصيبي، ذلك الانبهار الواضح أمام الحضارة الغربية حتى وصفها بأنها صدمة حضارية، ورغم ذلك فإن القصيبي لم يطمس هويته العربية، بل ظل محافظاً عليها كاشفاً لها من خلال صورة المرأة- الوطن، إذ ترتبط المحبوبة بالأرض. كما أبرز هذا العامل الفارق الاجتماعي بين المجتمع الذي عاش فيه القصيبي نشأته الأولى ذلك المجتمع المحافظ على القيم والمبادىء العليا وبين المجتمع الجديد المتقدم مادياً والمتخلف روحياً.
أما الفصل الثاني فقد عرض فيه الباحث لصورة المرأة في شعر القصيبي من حيث الرمز والواقع وكشف عن ملامح كل صورة، ولقد توزعت إلى سبع صور، حيث استطاع القصيبي أن يبرز صورة المرأة في نطاقين هما: النطاق الواقعي:
1 - المرأة - الروح.
2 - المرأة - الجسد.
أما النطاق الثاني فهو النطاق الرمزي ويشمل خمس صور: صورة المرأة- الوطن، صورة المرأة- الحياة، صورة المرأة- الصحراء، صورة المرأة- الأسطورة، أما الصورة الأخيرة فهي صورة المرأة - الحزن والليل.
أما الفصل الثالث الأخير فقد توصل فيه البحث للكشف عن جانبين هما:
أولاً: اللغة الشعرية، حيث تناول البحث في الجانب الأول اللغة الشعرية في أصغر تركيباتها، فتناول أولاً حروف المعاني، مبرزاً ما لها من تأثير كما تناول الألفاظ من حيث دورها الإيحائي. وأبرز مفردات التراث والطبيعة ومفردات الألوان. كما بين البحث في هذا الجانب دور المحسنات البديعية التي وقف عندها وهي الطباق، ورد العجز على الصدر، كما أفرد للمقابلة المعنوية مبحثاً خاصاً.
ثانياً: الصورة الشعرية، حيث سعى البحث إلى رسم وجهة نظرية لمفهوم الصورة ثم تناول الصورة الشعرية في شعر القصيبي حيث قسمها إلى مبحثين:
المبحث الأول: تناول فيه البحث عناصر الصورة الفنية، وهي: العنصر الطبيعي والمجرد، والعنصر التراثي، العنصر الأسطوري.
المبحث الثاني: تناول فيه البحث كيفية تركيب الصورة، وقد قسمها إلى ثلاث صور: الصورة الجزئية: وهي أكثر الصور شيوعاً في شعر القصيبي، الصورة المركبة، الصورة الموسيقية.
أما المقدمة فقد عرض فيه الباحث لأهمية الموضوع وأسباب اختياره، وأبرز الدراسات التي كتبت عن شعر القصيبي، وعرض كذلك للمنهج الذي اتخذه في دراسته.
أما الخاتمة فقد عرض فيه لأبرز النتائج التي توصل إليها، خاتماً ذلك بقوله: وأخيراً فإن التطلعات لا تقف عند حدود هذه الجزئية في عالم القصيبي الشعري، بل تتطلع إلى سبر أغوار عالمه الشعري والأدبي، ولا يقف ذلك عنده فقط بل يتجاوزه إلى كشف مجاهل الشعراء في الجزيرة العربية، كما يتطلع من الباحثين الاهتمام البالغ في نتاج الجزيرة العربية وأدبائها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved