المعايدات وأنف العم سالم!!
فهد الحوشاني

في يوم المعايدة انتابه شعور غريب عندما دلف إلى المكان المخصص لمعايدة زملاء العمل في أول أيام الدوام بعد إجازة العيد فرأى عشرات الخدود تنتظر (التقبيل) فكر أن يجرب طريقة غير أسلوب القبلات، مد يده مصافحاً عدداً من الواقفين لكن تجربته باءت بالفشل عندما سحبه أول المعايدين وراح يقبله مصدراً أصوات قبلات بعضها في الهواء وبجوار أذنيه! حاول أن يستجمع شجاعته ويبدأ التجربة مع شخص آخر لاتربطه به علاقة قوية لكن حاله لم يكن بأفضل من الحال السابقة نفس السيناريو تكرر ونفس الكلمات سمعها بنفس الآلية (من العايدين كيف حالك وشلونك وش أخبارك؟) سمعها ولم يعطِه السائل فرصة الإجابة فهذه من الأسئلة التي لاتحتاج إلى إجابة بل تحتاج إلى أسئلة مضادة وبنفس القوة!
بعد أن مرت فترة المعايدة وارتاح على مكتبه شعر أنه قد وفق في أداء الواجب فقد قام بالدور المطلوب منه حسب الأصول والخروج هنا على تلك العادة مرفوض! وبينما هو كذلك دخل عليه أحد الاشخاص الذي قبله عدة مرات في صالة المعايدة وهو يقول له:
(الظاهر أني ما عايدتك!!) فاسلم خده له وراح معايده يصدر أصوات التقبيل ذات اليمين وذات الشمال ويردد اللزمات المعهودة: (كيف حالك وش أخبارك) وبعده بقليل دخل العم سالم ماداً يده اليمنى ومبرزاً وجهه للأمام فعرف صاحبنا المطلوب فوقف مستسلماً لكنه - أي العم سالم - لم يقبله كما فعل الآخرون بل راح يضع أنفه على أنف صاحبنا وبعد مغادرة العم سالم باحثاً عن آخرين في المكاتب المجاورة قال صاحبنا في نفسه لقد كان التقبيل على الخدود أفضل بكثير مما فعل العم سالم فلم يعرف أن العم سالم (مزكوماً) إلا من خلال آثار (رطوبة) وجدها صاحبنا على أنفه!