Saturday 29th January,200511811العددالسبت 19 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
جذور العراك بين الشعلان والجلبي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يتابع القارئ العربي عموماً والعراقي بوجه خاص (العراك اللفظي) بين أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم السابق الذي يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الائتلاف الموحَّد التي يدعمها علي السيستاني، حيث يأتي ترتيبه بعد عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وبين وزير الدفاع العراقي في الحكومة المؤقتة حازم الشعلان.
لماذا العراك بين اثنين ممن أحتضنهم الاحتلال والذين عادوا معه إلى العراق وتربّوا بين أحضانه..؟!
ثم لماذا الخصومة بين اثنين من مذهب واحد، بل من منطقة واحدة.. ومن أصول تكاد تكون واحدة.
فحازم الشعلان وأحمد الجلبي كلاهما من العرب الشيعة، حيث ينتميان إلى عشائر عربية جنوبية عراقية معروفة، ولا يفصل بين مكان ولادتي الاثنين إلا بضعة كيلومترات، فالسيد حازم الشعلان الخزاعي، ابن شيخ عشائر خزاعة الممتدة من السائح في محافظة الناصرية والمتمركزة في السماوة والديوانية اللتين كانتا محافظة واحدة، قسمت إبان حكم صدام إلى محافظتي المثنى (السماوة) والقادسية (الديوانية). ولأن أغلبية عشائر هاتين المحافظتين من خزاعة؛ فلعائلة الشعلان نفوذ قوي كونهم شيوخ العشيرة، ولهذا فإن الشعلان يحظى بدعم هذه العشيرة الكبيرة التي تستطيع أن تمده بأربعين ألف مقاتل.
أما السيد أحمد الجلبي فهو ابن أحد أثرياء مدينة الشطرة أحد أقضية محافظة الناصرية، والشطرة متاخمة لمحافظة السماوة، ولذلك فعائلة الجلبي معروفة للخزاعيين ومنهم ابن الشعلان، ورغم أن أحمد الجلبي قد غادر العراق وهو شاب في السنين الأولى من تحوّل العراق من الملكية إلى الجمهورية، وكانت عائلته تقيم في بغداد، إلا أنه يحاول أن يحيي نفوذ عائلته في محافظة الناصرية؛ ولذلك كانت المحافظة التي جعلها (البوابة) التي دخل منها إلى العراق قادماً من الخارج برفقة القوات الأمريكية، وهو الآن يصرف الأموال ويضع ملايين الدولارات تحت تصرف قائمة الائتلاف الموحَّد حتى يكون له دور ريادي في هذه القائمة، ومطالبته بتكوين إقليم جنوب العراق من البصرة والعمارة والناصرية تخدم طموحه السياسي لأنه يعتقد بأنه أبرز سياسيي هذا الإقليم، رغم أن البصرة تضم عشائر وشخصيات كبيرة منها عائلة السعدون شيوخ قبائل المنتفك التي تمتد من البصرة إلى الناصرية وتشارك خزاعة في السماوة والديوانية والحلة. وهناك عائلة الشاهبندر والنقيب، في الناصرية وعشائر حجام، والعمارة عائلة الياسري الذين يجمعون بين السيادة (شيوخ عشائر وسادة كونهم من أهل البيت)، وجميع هذه العشائر عربية متأصلة نفوذها وقوتها وعدد أفرادها أكثر من نفوذ وقوة الجلبي حتى وإن عوَّض نقصه بالأموال.
وبما أن الشعلان والجلبي من الساسة العراقيين الذين عادوا مع الأمريكيين والذين لا يزالون مرتبطين بهم، فإن الخلاف الظاهر بينهما يعود إلى النزعة القومية العروبية لدى حازم الشعلان لارتباطاته العشائرية كخزاعي ممتد الجذور، ومحاولة أحمد الجلبي الاستقواء بالجارة إيران والتقرُّب من الساسة العراقيين أصحاب الأصول الفارسية؛ وهذا ما يفسِّر الهجوم الدائم لحازم الشعلان على إيران، في حين يلجأ الجلبي إلى إيران ومؤيِّديها من الأحزاب الشيعية كلما حاصرته المشاكل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved