Saturday 29th January,200511811العددالسبت 19 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

اعتبر تسوية مسألة الديون معها فتحاً لصفحة جديدةاعتبر تسوية مسألة الديون معها فتحاً لصفحة جديدة
الشرع دعا روسيا لدور فعّال في تسوية أزمة المنطقة

* موسكو - سعيد طانيوس:
دعا وزير الخارجية السوري فاروق الشرع روسيا إلى لعب دور فعال في منطقة الشرق الأوسط, وقال في اليوم الثالث من زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس بشّار الأسد إلى موسكو, إن وجهات النظر الروسية والسورية حول العراق متطابقة, واعتبر أن حل مسألة الديون المستحقة لموسكو على دمشق, تتيح إمكانية جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.وأعلن الشرع في حديث للصحافيين في ختام لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف أول أمس أنه يجب على روسيا كدولة عظمى، وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، ومن رعاة عملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط أن تلعب دورا فعالا في استئناف التسوية في الشرق الأوسط، لأن سير هذه العملية متوقف عمليا في الوقت الحاضر.
وأكد الوزير السوري أن موقف روسيا يستند إلى احترام قرارات مجلس الأمن الدولي، ومبادئ مؤتمر مدريد في عام 1991 حول التسوية في الشرق الأوسط، وأعرب عن أمله ببناء علاقات راسخة وقوية مع روسيا مضيفا أن سورية تعتبر تلك العلاقات من أولوياتها لأن البلدين يتمتعان بوجود خبرة كبيرة للتعاون، ورأى أن إعادة العلاقات السورية الروسية إلى المستوى الذي كانت عليه في زمن الاتحاد السوفياتي يستجيب لمصالح السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر الشرع أنه ناقش مع نظيره الروسي جميع المسائل التي تهم البلدين، بما في ذلك الموضوع الإيراني، وأعلن أن وجهات نظر سورية وروسيا تجاه الوضع في العراق متطابقة عمليا.وقال بهذا الصدد: إن المهم في هذه المسألة هو الحفاظ على وحدة العراق.
وأعرب الوزير السوري عن أمله بأن يتمكن العراقيون من اجتياز هذا الوضع الصعب حيث قال: إن الوضع في العراق يثير القلق لدينا، ولكننا نأمل بأن يجتاز العراقيون هذه المعاناة، ويتمكنون من إعادة بناء بلادهم على أساس متين، وجعلها موحدة، وخالية من العنف.
وأكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن زيارة الرئيس الأسد أثبتت نجاحها منذ يوم أمس، وقال بهذا الصدد: من الضروري الخروج بتلك الاتفاقات (التي تم التوقيع عليها) إلى أفضل شكل في جميع المجالات.ولفت الشرع في مستهل محادثاته مع لافروف إلى أن تسوية مشكلة الديون الروسية المستحقة على سورية تتيح إمكانية جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وقد كرس وزيرا الخارجية الروسي والسوري لقاءهما الذي أجرياه أول أمس لصياغة آلية تنفيذ قرارات رئيسي البلدين، وذكر لافروف في مستهل لقائه بنظيره السوري أن محادثات رئيسي البلدين جرت بشكل ناجح.
وأضاف أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها يوم أمس تشمل جميع جوانب العلاقات الثنائية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.
وأشار لافروف إلى أن محادثاته مع نظيره السوري أكدت تقارب وجهات النظر حول مسألة التسوية في الشرق الأوسط، والوضع في العراق، وغيرهما من القضايا الدولية.
ومن جانبه قال الرئيس الأسد في ختام لقاءاته أول أمس مع رئيس مجلس الدوما بوريس غريزلوف ورئيس الحكومة الروسية ميخائيل فرادكوف, إن زيارته لروسيا أظهرت أن العلاقات بين البلدين لم تتغير رغم أنها مرت بفترة من الفتور.وأكد أن الجانب السوري أعد أيما إعداد لزيارته لروسيا في المجالين الاقتصادي والسياسي وهي زيارة على قدر كبير من الأهمية بالنظر للوضع الدولي في الشرق الأوسط وفي العراق وفي العالم.
وأكد على أهمية تحديد مواقف البلدين من هذه القضايا، وأضاف أن المباحثات السورية الروسية تناولت مسألة مكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن روسيا أيضا تواجه هذه الظاهرة الشريرة.
أما غريزلوف فأكد أثناء لقائه مع الرئيس الأسد إن البرلمان الروسي سيسارع قريبا إلى مناقشة الاتفاقيات التي وقعها ممثلو الحكومتين الروسية والسورية أمس وتتطلب المصادقة عليها، وأشار إلى أن توقيع الاتفاقيات المهمة بين روسيا وسورية يعطي دفعا قويا لتطوير العلاقات ويدل على (أننا في صدد دعم تعاوننا).ورحب غريزلوف بالرئيس السوري مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الأسد الابن روسيا، وكان والده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قد زار روسيا أكثر من عشرين مرة، وأقام الجانبان أكثر من 100 مشروع اقتصادي مشترك، ودرس الكثير من السوريين الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى في مؤسسات الدولة السورية الآن، العلوم في روسيا.وعقدت روسيا وسورية أمس خمس اتفاقيات للتعاون في مجال النفط والغاز والنقل وحماية الاستثمارات، واتفق الجانبان على شطب 73% من الديون السورية المقدرة بـ13.4 مليار دولار.
ووقع الرئيسان الروسي والسوري بيانا مشتركا حول مواصلة تعميق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وذكر وزير المالية الروسي الكسي كودرين ل(الجزيرة) أن روسيا قررت شطب 73 بالمائة من ديونها المستحقة على سورية، وكشف أن حجم الدين الفعلي كان 14.5 مليار دولار، حذفت منها الديون السورية على روسيا، التي تقدر بمليار دولار تقريباً.
أضاف أنه تم الاتفاق على تسديد 3 مليارات و616 مليوناً من المبلغ المتبقي، وهو 13 ملياراً و393 مليون دولار، بعد حذف حوالي 73 في المئة منه بشكل نهائي.
وقال كودرين إن آلية التسديد ستتم على دفعتين، حيث يتم تسديد مليار و500 مليون على شكل أقساط تمتد على10 سنوات بمعدل 20 قسطاً متساوياً، فيما يتم تسديد مليارين و16 مليون دفعة واحدة بالليرة السورية، وذلك بسعر صرف 11.20 للدولار الواحد، أي بربع القيمة الفعلية للمبلغ.
ويتم إيداع المبلغ في المصرف السوري المركزي لصالح روسيا بحيث يستخدم هذا الحساب لتمويل صادرات سوريا إلى روسيا أو إلى أي دولة ثالثة عبر شركات روسية وبتمويل تكاليف الاستثمارات الروسية في سوريا بالتنسيق بين الطرفين.
وأوضح كودرين أن الرئيس بوتين هو الذي اتخذ شخصيا القرار الاخير بهذه التسوية التي تراعي جانب سوريا كثيرا وأبلغها إلى الرئيس الأسد اثناء اجتماعهما المغلق في الكرملين. وقال انه سيتم البدء بتنفيذ هذا الاتفاق بعد 3 أشهر بعد ما وقّع رئيس الوزراء الروسي عليه بحضور الرئيس السوري أول أمس.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved