Saturday 29th January,200511811العددالسبت 19 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

يتزايد عددهن بمرور السنين:يتزايد عددهن بمرور السنين:
الطبيبات السعوديات يكررن تجربة العمل في الحج

* الرياض - أحمد القرني:
شاركت (2045) موظفة ما بين طبيبة وممرضة وإدارية في تقديم الخدمات الصحية في حج هذا العام 1425هـ. ولمثل هذه المشاركة نسبة تقارب 21% من إجمالي عدد العاملين في هذه الخدمات من موظفي وزارة الصحة السعودية هذه السنة الذي بلغ 9600 موظف، وكان بين هؤلاء المشاركات 764 موظفة سعودية مثلن نسبة تزيد على 37% من المشاركة النسائية الإجمالية في تقديم هذه الخدمات عبر وزارة الصحة هذا العام، ذكر ذلك الأستاذ سعود بن مبارك الرفيعة مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الصحة ورئيس لجنة القوى العاملة في الحج لهذا العام، مشيراً إلى أن المشاركة النسائية تأتي أساساً لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء من الحجاج. ولم تتوفر عند إعداد هذا التقرير إحصائية رسمية عن نسبة النساء من الحجاج إلا أن بعض المراقبين يقدرونها بحوالي ثلث المليوني حاج الذين يفدون سنوياً في المتوسط لأداء الحج مما يتطلب ضرورة وجود عناصر نسائية لتقديم الخدمات الصحية لهذه النسبة العالية من النساء الحاجات مراعاة للتوجيهات الدينية. وأوضح الرفيعة أن عدد المشاركات هذه السنة زاد قليلا عن العام الماضي، وان الوزارة قدمت عدة حوافز لجذب المزيد من المشاركين في الخدمة الصحية بما فيهم النساء. ومن تلك الحوافز صرف مكافآت مالية لقاء المشاركة وإعطاء المشاركين الأولوية في الاستفادة من فرص التدريب والترقية، هذا بجانب ترشيح المتميزين منهم لنيل أنواط الحج التقديرية التي تقدم من وزارة الداخلية سنوياً. ويلاحظ بأن هذه المشاركة النسائية السعودية أتت من مناطق مختلفة في المملكة وشملت فئات وظيفية متنوعة مثل الطبيبة والممرضة الإدارية والمتدربة. وقد تم الالتقاء ببعض من عملن في الحج عقب انتهاء مشاركتهن للتعرف على الدواعي التي دفعتهن للمشاركة، وماذا فعلن أثناءها، ومدى استفادتهن منها، ورضاهن عنها.
فبالنسبة لدواعي المشاركة قالت الدكتورة (منال عبدالعزيز مراد) الطبيبة الاستشارية في طب الأسرة وكيلة كلية العلوم الصحية بجدة إنها شاركت بحكم كونها ابنة مكة المكرمة أصلاً. وان خدمة الحجيج متأصلة في أبناء مكة ومتوارثة لديهم أباً عن جدٍ. كما أن بيوت أهل مكة كانت مفتوحة على الدوام لخدمة الحجيج بحثاً عن الأجر والثواب من عند الله. لذلك فإنها كررت الخدمة الصحية في الحج للمرة الثالثة. ولعل مما شجعها أكثر على الاستمرار وجود مسؤولين يشجعون ويدعمون المشاركة ويذللون كافة الصعوبات والعقبات التي تقف في وجهها مثل الدكتور طه الخطيب المشرف العام على المراكز الصحية بالمشاعر المقدسة، وقالت الدكتورة (ازدهار عبدالسلام المدني) الطبيبة الاستشارية في طب الأسرة والمشرفة الفنية في إدارة المراكز الصحية بمحافظة جدة أنها شاركت مرتين ولم تجد أي معارضة من الأهل. المرة الأولى لتترقى لدرجة طبيبة استشارية، والمرة الثانية هذه السنة اشتياقا للعمل في الحج وما يتسم العمل به من حماسٍ كبير ونشاطٍ دائب كخلية نحل وعمل بروح الفريق على كافة المستويات، وقالت الدكتورة (ابتسام عثمان الروضان) الطبيبة بمركز صحي في المنطقة الشرقية إنها تمارس الطب منذ أربع سنوات وشاركت في الحج للمرة الثانية لتحقيق هدف عزيز هو خدمة وطنها بهذا الجهد القليل رداً لجميله الذي أتاح لها فرصة التعلم والتأهل حتى أصبحت طبيبة. وكذلك تلبية لأمنية غالية لوالدها بأن تقوم يوماً بخدمة حجاج بيت الله الحرام. وقالت (جميلة محمد الطويرقي) الممرضة في مستشفى الأطفال والولادة بالطائف إن أهلها كانوا مترددين في السماح لها في البداية لأن المشاركة كانت في مكان آخر غير مدينتها ولكنهم قبلوا لكون الأمر يتعلق بخدمة حجاج بيت الله الحرام. فالعمل لخدمتهم يشرّف أي إنسانٍ القيام به. فشاركت بهدف تطوير القدرات الذاتية واكتساب المزيد من الخبرات.
ولكن ما العمل الذي كان المشاركات يقمن به؟ قالت الدكتور (منال) إنها عملت مرتين كطبيبة فكانت تفحص أعداداً كبيرة من المرضى مع الحرص على التعامل مع الحالات الحرجة، وكانت تجد صعوبات في التفاهم فكانت تستخدم اللغة الإنجليزية أحياناً وتعتمد في أحيانٍ أخرى على الاستعانة بالممرضات اللواتي يتكلمن نفس لغات الحجاج. وفي المرة الثالثة، وهي في هذه السنة، عملت كمشرفة فنية في المراكز الصحية. فكان مما تقوم به متابعة الحالات الحرجة في غرف الملاحظة، ومراقبة التحويلات إلى المستشفيات، وملاحظة طرق العلاج، وتوجيه الممرضات والطاقم الصحي عموماً، والتأكد من إجراءات وتطبيقات مكافحة العدوى والإشراف على السكن الداخلي، وقالت الدكتورة (ازدهار) إنها عملت كطبيبة في أول مشاركة لها، وكانت معظم الحالات التي تردها عادية وكان من أهم الصعوبات التعامل معها هو التفاهم مع المرضى بسبب اختلاف اللغة. فكانت تستخدم اللغة الإنجليزية بشكلٍ عام، بل قد تعلمت بعضاً من لغات الحجاج الذين تتعامل معهم، مثل الاردية والتركية، ولكن العمل اختلف في هذه السنة حيث عملت كمشرفة فنية في المراكز الصحية فكان من مهامها تنظيم العمل في المراكز، والتأكد من توفير كميات الدواء، ومراقبة إجراءات التعقيم ومكافحة العدوى، والتعرف على الحالات الموجودة في الطوارئ وسلامة إجراءاتهم والتأكد من سلامة التحويل إلى المستشفيات.
وقالت الدكتورة (ابتسام) إنها كانت تعالج العديد من الحالات وان معظم الحالات التي عالجتها هي التهابات الجهاز التنفسي العلوي الناتج عن الوضع الجوي وانتقال الرذاذ بين الحجاج. وقد وجدت في البداية صعوبة في التعامل مع الحالات المرضية للحجاج ولكن استطاعت فيما بعد التعامل معها عن طريق استخدام اللغة الإنجليزية وبتعلم كلمات وتعبيرات باللغة الاردية وهي لغة الحجاج المقيمين بمنطقة المركز الذي تعمل به وهم من باكستان. كما أنها تعلمت هذا العام شيئاً من الفرنسية من زميلتها في العمل التونسية التي تجيد الفرنسية مما ساعدها في التعامل مع الحجاج الناطقين بالفرنسية. وقالت الممرضة (جميلة) إنها كانت تشرف على أعمال التمريض في المركز الصحي الذي تعمل به، وكانت تفعل نفس الشيء في العام الماضي عندما عملت في مستشفى منى العام.
وبخصوص مدى الاستفادة التي خرجن بها قالت الدكتورة (منال) إنها اعتبرت المشاركة بمثابة فرص ثمينة لخدمة الحجيج واكتساب مزيدٍ من الخبرات. لذلك كانت تحاول عدم تفويت أي فرصةٍ للنظر إلى أي حالة وخاصة الحرجة منها. وقالت الدكتورة (ازدهار) إن مشاركتها كانت بمثابة محفز لها للعودة لعملها الأساسي أكثر نشاطاً وأشد حماساً بعد أن أخذت دروساً عملية في كيفية عمل الكثير في وقت قصير إذا ما تضافرت الجهود وتم العمل بروح الفريق كما شاهدت ذلك متجسداً لدى كل من عمل في الحج. أما استفادتها المهنية الطبية فكانت عادية لأن الحالات التي كانت تمر عليها لم تكن معقدة. وقالت الدكتورة (ابتسام) إن مشاركتها في الحج افادتها في أن تمارس العمل في الحج على الطبيعة بعد أن كانت تشاهده في التلفزيون وتعلمت ان توفير التثقيف الصحي والتحذير من مضار الأمراض المختلفة المتوقعة في الحج وأخذ الجرعات اللازمة للتحصين منها له دور كبير في تحسين الوضع الصحي للحجاج.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved