تتناثر الإشادات ويكال المديح لمحمود عباس من زوار الأراضي الفلسطينية المحتلة من المبعوثين الدوليين من رؤساء حكومات ووزراء، إضافة إلى ما يصدر من إشادات ومديح يومي من واشنطن وتل أبيب والعواصم الأوربية لما يقوم به رئيس السلطة الفلسطينية من إجراءات وخطوات عملية لوقف العنف داخل الأراضي الفلسطينية، آخر تلك الإشادات ما قاله الرئيس جورج بوش الذي وجه دعوة مفتوحة لمحمود عباس واعداً تحقيق ما تضمنته خطة (خارطة الطريق) من إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل في عام 2009، مؤجلاً الموعد السابق المعلن الذي حل بـ 2005م. إشادات بوش التي تماثل إشادات الحليف (الأكبر) في العداء للفلسطينيين الجنرال شارون إلا أن هذه الإشادات وما يصدر من مديح يظل محصوراً في نطاق الأقوال والوعود التي سرعان ما يتم نسيانها أو تجاهلها وتأخير استحقاقاتها مثل ما حصل لموعد إقامة الدولة الفلسطينية الذي (زحلقه) بوش أربع سنوات. فهذه الأقوال والإشادات لا تفيد الفلسطنيين ولا محمود عباس المطالب من شعبه أن يقدم لهم شيئاً ملموساً خاصة فيما يتعلق بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل من اجتياحات للمدن والمخيمات ومداهمات المستعربين لأراضي السلطة الفلسطينية لقتل كوادر ونشطاء المفاوضة الفلسطينية وملاحقة القيادات الفلسطينية الميدانيين. هذه المطالب الفلسطينية التي على أساسها انتخبوا محمود عباس الذي وحسب شهادات الإشادة فإن رئيس السلطة بدأ خطوات عملية لضبط الأمن والحد من العنف وبهذا فإنه قرن أقواله بأفعال بدأت تأثيراتها الإيجابية على الأرض في حين لايزال الآخرون يكثرون الأقوال من دون أن يقرنوا أي أفعال تسند (الرئيس) أمام شعبه الذي قد يُعطي لمساعدته، ولكنه لن يستمر في العطاء إذا لم يكف الإسرائيليون عن مضايقته بوجود قوات الاحتلال وعبث المستعربين، والوعود التي لا تُنفذ.
|