الجزيرة ما أعظم هذا الاسم يقف شامخاً عزيزاً كشموخ أهله، ينسج شعاعاً من نورٍ على جدار التاريخ البشري، الجزيرة العربية الأرض المباركة مهد الرسالات السماوية وحاضنة الدين الإسلامي منذ أن كان يخطو خطواته الأولى في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم السرية حتى صار فتياً قوياً وانتشرت فتوحات هذا الدين حتى وصلت إلى أقصى الشرق والغرب، فرضعنا حب هذا الدين وحب هذا الوطن حتى ذاب وامتزج بكل خلية دم تسري في عروقنا، وتلونت بشرة جلودنا بألوانه، في الصحاري الصفراء والجبال السوداء والسهول البيضاء فسبحانك ربي!! فلنجعل كل يوم مناسبة لرد بعض الجميل لهذا الوطن كل في مجاله وعمله وتصرفاته وسلوكه. ولعل ما قامت وتقوم به وزارة التربية والتعليم لتوجيه وتوعية الطلاب وإشعارهم بالمسؤولية تجاه هذا الوطن وتحصينهم ضد الأفكار الدخيلة والهدامة جهود ملحوظة وملموسة تحتاج إلى وقفة شكر ولعل آخرها اليوم المفتوح وهو اليوم الذي يلي إجازة الحج مباشرة حيث خصص هذا اليوم لتعريف الطالب بماهية الإرهاب وتاريخه وأنواعه وأهدافه وكيفية محاربته ونبذه واستئصاله من جذوره وفق خطة متكاملة من الوزارة تم توزيع المهام فيها على جميع منسوبات المدرسة من إداريات ومعلمات وطالبات وتقسم الطالبات إلى مجموعات، وتقسيم المدرسة إلى قاعات للرسم، والعرض التلفزيوني، والمقال، ورسالة إلى رجال الأمن، والحوار الهادف. وهو فرصة لاكتشاف مواهب الطالبات وجعل الطالبة تعبّر عما يدغدغ مشاعرها تجاه هذا الوطن المعطاء وإخراج الطالبة عن روتين المدرسة اليومي. ولكن يؤخذ على إدارة التربية والتعليم التوقيت الخاطئ لهذا النشاط لأن التعميم الخاص به جاء في وقت الاختبارات ولا يُخفى عليهم حساسية هذه الأيام حيث تكون الجهود مضاعفة عشرات المرات لتسير فترة الاختبارات على وجهها الأكمل من لجانٍ وتصحيحٍ ومراجعةٍ ورصدٍ ليتم تسليم تقارير درجات الفصل الدراسي الأول قبل الإجازة بالإضافة إلى تسليم الطالبات لكتب الفصل الدراسي الثاني فهناك عدة استفهامات تقف حائرة وتنتظر إجابة من مسؤول، فالمعلمات والموظفات لا يرجعن في أغلب الأوقات إلا قبل أذان العصر بنصف ساعة فمن أين لهن الوقت الكافي للإعداد لمثل هذا اليوم الحافل بنشاطاته المختلفة في زمنٍ قياسي؟! وحتى الطالبات المشاركات في الحفل لا يستطعن التوفيق بين الإعداد لهذا الحفل والاختبارات؟! والقاعات المخصصة لمجموعات اليوم المفتوح كيف يتم إعدادها وهي مليئة بالطالبات إلا في آخر يوم وهو يوم النتائج وما أدراك ما يوم النتائج؟! فمنذ صدور التعميم ونحن نعد لهذا اليوم رغم تكدس أعمالنا ولكن الوقت لا يسعفنا مما يجعلنا مجبرين للحضور في يوم الجمعة وهو اليوم الذي يسبق اليوم المفتوح لإكمال الاستعدادات اللازمة. فلو كان هذا اليوم في أسبوع المراجعات الذي يسبق الاختبارات أو كان في ثاني أسبوع من الفصل الدراسي الثاني حتى لا نكون بين فكي كماشة الوقت. لذا نرجو من المسؤولين التوفيق في اختيار التوقيت المناسب في المرات القادمة ودمتم.
حنان العبدالرحمن عنيزة |