ليس من الصعب أن نقول: إن مكانة المرأة الاجتماعية قد تعرضت لتغير ومازال التغير يتدرج باستمرار في كافة المجتمعات، إلا أن درجة هذا التغير تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن طبقة إلى طبقة، ومن امرأة إلى أخرى - ولكن - الملاحظ أن نسبة النساء العاملات سواء في المجتمعات المتقدمة أو النامية في زيادة مستمرة سواء كُنَّ متزوجات أو غير متزوجات. وقد أثر عمل المرأة على وضعها النسبي في المجتمع المدني المتحضر، حيث أعطاها نمطاً من الاستقلال والحرية لم تكن تتمتع به من قبل الأمر الذي جعل (ثورة) حقوقها وامتيازاتها تمتد إلى مجالات عديدة، كالتعليم والأنشطة الاجتماعية الأخرى، ويتزايد حقها في أن تتزوج أو تبقى بدون زواج، والحصول على الطلاق، ومنافسة الذكور في أشياء عديدة مثل: (التدخين - والتجمعات في المقاهي النسائية - وقيادة السيارات في بعض المجتمعات العربية و.. الخ) ورغم هذا فما زال بعض الرجال يطالبون بالإسهام في إعالة زوجاتهم والانفاق عليهن حتى بعد الطلاق، ولكن ليس الى نفس المدى الذي كان عليه الوضع في الماضي..! ويلاحظ أغلب النساء أو إن صح التعبير عامة النساء استخدمن هذه الفرص التي أتيحت لهن بذكاء، فقد بدأن في التحرير من الأطفال عن طريق التحاقهن بالعمل، وإرسال أطفالهن الى دور الحضانة والمدارس، كما تحررن تدريجياً من تربية عدد كبير منهم، وذلك بإنجاب أقل عدد ممكن من الأطفال، وفي الفترات التي يرغبن فيها، وذلك باستخدام أساليب ضبط النسل العديدة التي بدأت تظهر مؤخراً بكثرة، وما زال يظهر الجديد منها كل يوم..! وعلى الرغم من كل ذلك فما زال المجتمع يفرض على المرأة العاملة في بعض المهن قيوداً تعطل قدرتها على الحركة بمرونة ويسر، كما تقيد فرصتها المشروعة، وهي قيود ثقافية تمتد جذورها بعمق منذ تربية الأنثى وهي طفلة وصبية.
فواز جميل سلامة كاتب وباحث سعودي - ص.ب 53500 جدة 21483 |