مريضي العزيز.. اسمح لي أن أستغل ما أعطي لي من مساحة صحفية لأوضح لك بعض عيوبك.. ونحن معشر الأطباء لا ندعي الكمال، ولكن إن أعطيت مثل هذه المساحة فافعل، فرحم الله امرأ أسدى إلينا عيوبنا. * يعتقد بعض المرضى أن الطبيب يجب أن يعالج كل الأمراض.. ويتضايق المريض إذا قال الطبيب لا أدري، مما اضطر بعض الأطباء- وخاصة في القطاع الخاص- أن يفتوا بما لا يعلمون لكي يحللوا مبلغ الزيارة. فاعلم أن الطبيب بشر له طاقة ذهنية محدودة.. ونصف العلم هو لا أعلم ومن قال لا أعلم فقد أفتى.. فأتمنى ألا يخجل الطبيب من قول لا أعلم. * بعض المرضى يريد علاجاً مفيداً بنسبة 100%.. ولا يريد أن يسمع أي احتمالات لحدوث أي مضاعفات للعلاج وهذا يستحيل في علم الطب الحديث. إن (البنادول) مثلاً وهو من الحبوب المسكنة المعروفة، لها مضاعفات على الكبد لو استرسل الطبيب في شرحها لما تناولها أي مريض.. لكن على الطبيب أن يشرح المضاعفات الشائعة للعلاج وعلى المريض أن يتحمل حدوث تلك المضاعفات. مثال آخر: حبوب منع الحمل، لو حدث أن أصيبت المريضة بجلطة دموية بسبب تلك الحبوب فلا يعد هذا خطأ طبياً، إلا إذا كان اختيار الطبيب للمريضة أو الجرعة خطأ. فيا معشر المرضى لا بد أن تعلموا أن لكل علاج مضاعفات وحدوث تلك المضاعفات لا يعد تعدياً طبياً. * بعض المرضى يحب التسوق بين الأطباء فتجد أنه له ملف طبي في أكثر من مستشفى ولا يعلم أنه قد حرم بعض المحتاجين من هذه الملفات أو تسبب في تأخير موعد مريض آخر ويفتخر بعضهم أنه يملك أكثر من ملف في عدة مستشفيات، ونجده خبيراً في أسماء الأطباء ومواقعهم وتجد في حوزته عدة علاجات من مستشفيات مختلفة لا يستخدم منها إلا القليل. * يعتقد بعض المرضى أن الطبيب ملك خاص له فيريد أن يقضي معه وقتاً أطول، لا بل حتى بعد العيادة تجده يسأل عن رقم الجوال ونسي أن الطبيب أب وزوج وله حق الاستمتاع بوقته خارج المستشفى دون منغصات مكالمات بعض المرضى والذين غالباً ما يطالبون بتقديم أو تأخير موعد وكأنه موظف استقبال. إن سرد بعض عيوب المرضى لا يعني الانتقاص من حقهم ولكن صدقوني لو سردت محاسن المرضى لطال المقام. من ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه
(*)استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر |