إيران توقع معاهدة تحالف مع بريطانيا والاتحاد السوفيتي

في مثل هذا اليوم من عام 1942م توصلت بريطانيا والاتحاد السوفيتي إلى اتفاقية مع إيران توفر إيران الحماية مع إعطاء الحلفاء (ممراً فارسياً) كطريق للإمدادات من الغرب إلى روسيا. وكانت إيران تتعاون مع ألمانيا في بداية الحرب من خلال تصدير الحبوب إلى المحور في مقابل الحصول على الخبرة الفنية. ولكن الحلفاء نظروا إلى إيران باعتبارها مصدرا ثمينا للبترول وطريقا لإرسال المعدات العسكرية الغربية رشقاً إلى الاتحاد السوفيتي.
وفي 25 أغسطس 1941م قامت كلتا الدولتين الحليفتين بغزو إيران التي كان رئيس الوزراء وينستون تشرشل يفضل أن يطلق عليها اسم (فارس) لكيلا يكون هناك خلط بينها وبين العراق IRAN) وIRAQ (السوفيت من الشمال والبريطانيون من الجنوب. وسيطر اللقاء فعلياً على إيران في أربعة أيام.
وفي 16 سبتمبر تمت تنحية الشاه، وتولى ابنه محمد الذي كان في الثالثة والعشرين من عمره مقاليد السلطة.
وقام من خلال البرلمان الإيراني بتمرير معاهدة التحالف التي سمحت للحلفاء بحرية نقل الإمدادات عبر إيران وأعطتهم كل ما كانوا يحتاجون إليه من إيران لكسب الحرب.
وتعهد الشاه الجديد أيضاً بألا يتبنى في علاقاته مع الدول الأجنبية أي موقف لا ينسجم مع الحلفاء. وفي مقابل ذلك، تعهد الحلفاء بحماية إيران ضد أي غزو لها من جانب المحور، وأن ينسحبوا من إيران خلال ستة أشهر من انتهاء الحرب.
ولكن الحلفاء بدؤوا بداية غير جدية: حيث اشترى السوفييت معظم محصول إيران من الحبوب مما تسبب في نقص في الخبز واندلاع الاضطرابات في الشوارع. وأخمدت قوات الحلفاء التمرد، وأرسلت الولايات المتحدة شحنات من الحبوب لتعويض الخسائر.
فحاول الاتحاد السوفيتي عندئذ إثارة الشعور العام للإطاحة بالشاه بمساندة حزب توده الذي رأى السوفيت أنه كان سيصبح أكثر كرماً معهم فيما يتعلق بامتيازات البترول.
وعملت قوات حزب توده في البداية على الاستيلاء على شمال إيران في ديسمبر 1944م. وعندما انتهت الحرب بدأ الحلفاء في الرحيل عن إيران كما ودوا باستثناء الاتحاد السوفيتي. مما أدى إلى رفع شكاوى إلى الأمم المتحدة.
ومارست الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطاً على الاتحاد السوفيتي بسبب انتهاكه لبنود معاهدة التحالف. وأخيراً انسحب الاتحاد السوفيتي من إيران في إبريل 1946م.
ولكن السوفيت استمروا في دعم المزيد من الاضطرابات الدموية بين حكومة الشاه وحزب توده الذي تعرض لهزيمة حاسمة في ديسمبر 1946م عندما أعلن الشاه الأحكام العرفية.