في مثل هذا اليوم من عام 1987م أجبرت رئيسة الفلبين كورازون أكينو مجموعة من المتمردين كانت تحتل محطة تلفزيون على الاستسلام. وقد أطلقت القوات الحكومية الغاز المسيل للدموع على مبنى القناة السابعة في مانيلا لإخراج المجموعة التي كانت تحتل المركز منذ يومين. فاستسلموا جميعاً بعد بضع دقائق. وكان ألف من جنود الحكومة المسلحين بأسلحة ثقيلة ويرتدون أقنعة للغازات يحيطون بالمبنى بعد وقوع الهجوم بفترة قصيرة. وجرى تحذير المتمردين بمكبر للصوت بضرورة الاستسلام في خلال 15 ثانية، ولكن الجيش اضطر في النهاية للتدخل. وكان الكولونيل أوسكار كانلاس زعيم التمرد قد ألمح قبل ذلك بأنهم سيستسلمون وينصاعون لأوامر قائد الجيش فيدل راموس الذي طالبهم مرات عديدة بتسليم أنفسهم. ولكن الكولونيل كانلاس أصر على ضرورة القيام أولاً بترتيبات غير محددة، وهو ما رفضه الجيش. وبرغم سيطرة المتمردين على المبنى إلا أن المسؤولين المخلصين داخله قطعوا التيار الكهربي لمنع المتمردين من إذاعة أي بيانات لهم. وكان الاستيلاء على المحطة يمثل جزءًا من سلسلة من الهجمات المرسومة بعناية على قواعد عسكرية رئيسية ومحطات للإذاعة. وهاجم المتمردون أيضاً قاعدة فيلامور الجوية بالقرب من مطار مايلا جنوب المدينة، ولكن الجيش صد العدوان بعد عشر دقائق من القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل اثنين وأسر خمسين آخرين من المتمردين. وقال الجنرال رامو ان قوات الحكومة سيطرت على كل المناطق لتي استهدفها المتمردون. وفي أعقاب حركة التمرد، أمرت الرئيسة أكينو بالقبض على عدد من كبار ضباط الجيش المنشقين الذين اشتركوا في التمرد. برغم إعادة انتخاب الرئيسة أكينو بعد الانقلاب، وقعت محاولة أخرى لإطاحة بحكومتها في أغسطس 1987م. وكانت تلك المحاولة هي الخامسة بعد فوزها المثير للجدل في الانتخابات التي جرت في ربيع عام 1986م. وطول فترة الأساس لأنها تولت المنصب بعد ديكتاتور فاسر وحاولت إقامة نظام ديمقراطي. وفي نفس الوقت، ورثت أكينو عصياناً شعبياً ونظاماً عسكرياً يمينياً كان يعمل في ظل الأحكام العرفية. ونجت من أكثر من محاولة انقلاب قبل أن يخلفها الجنرال فيدل راموس في رئاسة الدولة في عام 1992م.
|