ما وراء السطور يا أخي القارئ في هذه المرة تترك مكانها متأثرة لتجري وراء النيران تحاول إطفاءها بالطريقة العلمية. لقد تصادف أن جاءت كلمة من أحد الزملاء القراء منذ فترة مضت ليست بالقصيرة هزت ما وراء السطور التي جاءت بمحض الصدفة بجوارها . . لقد اهتزت القلوب ورجت المشاعر عن حادث الحريق المؤلم الذي وقع بإحدى قرى رجال ألمع عسير والذي كان ضحيته احتراق مجموعة من الشباب والشيوخ والأطفال نتيجة اشتعال النار في إحدى السيارات التي كانت تقف بالقرب من براميل مملوءة بالبنزين والتي اشتعلت أيضاً في ملابس هؤلاء الذين أبت مروءتهم إلا أن يجازفوا بأرواحهم لإنقاذ السيارة مما جعل الحريق يتطاولهم حتى أصبحوا شعلة من نار لقد اهتزت ما وراء السطور لهذه الكلمات وقبل أن تتناول ما وراء ذلك بالإيضاح والتوعية العلمية تنعى هؤلاء الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لمروءتهم ونرجو الله تعالى أن يلطف بنا فيما جرت به المقادير.إن النيران التي تسبب لنا الخسائر في الأرواح والأموال والنفس والنفيس بحرائقها التي تشتعل وتنتشر وتكبر وهي من مستصغر الشرر بقدر شراستها وقسوتها بقدر ضراوتها وفداحتها فإن الوقاية منها على النقيض من ذلك سهل ويسير بسيط وهين.فهذا الحادث الذي أوجزته في مقدمة هذا المقال والذي يمكن الرجوع إلى تفاصيله في جريدة الجزيرة - لو تناولنا أمثلة هذه الحوادث بالبحث والدراسة لخلصنا إلى أنه يمكن تجنب شرور هذه النيران بأمرين اثنين: أولهما: إيجاد تأمين مناسب لهذه الأغراض كالبنزين وخلافه مع اتخاذ الطرق الوقائية العلمية. ثانيهما: معرفة المبادئ البسيطة للإطفاء السريع لحين وصول الجهات المختصة بالإطفاء. بالنسبة لما أشرت به أولا ولتكن حالتنا هذه: كيفية تأمين مواضع البنزين:عدم وضع هذه الأواني التي تحتوي البنزين متجاورة أو في مكان شديد الحرارة بل يجب تفريقها بقدر الإمكان مع اختيار الأمكنة المناسبة حرارياً لذلك، حتى إذا اشتعل إحداها أمكن إطفاؤها في يسر وسهولة، كما انه يمكن محاصرتها دون أن تنتقل النيران إلى باقي الأغراض المجاورة، وبذلك تكون الخسارة في أضيق الحدود. هذه هي ناحية الوقاية المسبقة والوقاية خير من العلاج. - وبالنسبة لما أشرت إليه ثانياً: الإلمام بالمبادئ البسيطة للإطفاء السريع، هناك ما يسمى علمياً بنظرية الاشتعال وهذه النظرية قائمة على أن النار لا تشتعل إلا إذا توافر لها عناصر ثلاثة: - أولاً: الوقود سواء أكان هذا الوقود صلباً أو سائلاً كما في حالتنا هذه أو غازاً. - ثانياً: جزء من الأوكسجين الموجود في الهواء بقدر يكفي للاشتعال. - ثالثاً: درجة الحرارة التي تصل بالوقود إلى حد الاشتعال. هذه العوامل الثلاثة تسمى بالمثلث اللازم لقيام النار فلو استبعدنا أحد أضلاع هذا المثلث لأوقفنا هذا الحريق بطريق علمي بسيط واضح وأعني بذلك انه يجب لخمد النيران قبل أن تكبر وتنتشر إبعاد الوقود وتفرقة أكبر كمية منه من جهة أو منع وصول الأوكسجين من جهة أخرى، أو (التبريد) مع امتصاص الحرارة من جهة ثالثة حتى تنخفض درجة الحرارة وبالتالي ينطفئ الحريق، أما إذا ترك وشأنه دون تصرف علمي فسرعان ما ينتشر ومعظم النار من مستصغر الشرر، وقانا الله وإياكم، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
|