يا أجملَ الرجالِ في حكايتي يا سُندساً في سُندسٍ في هامتي يا مشعلاً مُوَقَّداً في غايتي ومعطفاً مُهَداهِداً لقَامتي *** قَدِمْتُ كي أُقَبِّلَ الجبينَ واليدَينْ وأنثُرَ الزغاردَ المُرَابِطَةْ *** قَدِمْتُ كيْ أُسَرِّحَ الشُّجُونَ واللِّحَى وأُطْلِقَ الصقورَ في محاجِرِهْ *** قدمتُ كيْ أُعانِقَ الغُيُومَ مرَّتينْ وأُمطِرَ الأمانَ والسلامةَ المُصابرةْ *** قدمتُ كيْ أُدَفِّئ الضلوعَ في نهارهِ وأنشرَ الدموعَ في رمالهِ .. ونخلةً، فنخلةً.. نطوقُ المدى برحمةٍ تهزُّ في فؤادها الندى فتطعمُ الوهادَ والبحارَ والجبالَ والسُّفوحْ *** .. ونخلةً، فنخلةً.. نُحاوِرُ الصَّدى .. عجيبٌ أمرُه!! بِذَا الصُّدُودِ ما يُريدْ سماعَ قولٍ أو نشيدْ! .. عجبتُ من عنادهِ! وَقَتْلهِ! وَرُعْبِه! ورفضهِ السلامَ أن يفوحْ! وحبهِ الجروحَ والقُرُوحْ! *** .. ونخلةً، فنخلةً.. نقومُ مصبحينَ ذاكرينَ.. باسمينَ نطلقُ الأذانَ في الدجى نقشِّرُ الظلامَ من جذورهِ ونفتلُ الضياءَ في جنوبهِ لتشهدَ السماءُ والبَشرْ رحيلَ موكبِ الخطرْ وتشهدَ الطيورُ والحجرْ بأنَّ أجملَ الرجالِ في حكايتي شريتُ حُبَّهُ بروح والديْ ولستُ بائعةْ! لَبِستُ ثوبهُ، وساعديْ مُتَيَّمُ بساعدهْ ولستُ ضائعةْ! ولستُ راجعةْ! .. عنْ حبهِ .. أو ظلهِ .. أو عنْ حُدُودهِ مُمانعةْ بأنْ يخيطَ رُوحي خيمةً وغيمةً مرابطةْ تُظللُ الثُّغورَ والنُّسورْ وتمْحقُ الضباعَ الحُجُورْ *** فأجْمَلُ الرجالِ في حكايتي سنابلُ الرحمنِ للبشرْ..!
|