عندما تتدنى (أرباح) أي مؤسسة اقتصادية فإن صاحبها يبادر إلى تغيير بعض السياسات أو الإجراءات الإدارية والمالية المتبعة في مؤسسته، وقد يضطر الى تغيير بعض قيادات المؤسسة او تعديل نشاطها ان تطلب الأمر. وعندما لا تجدي كل محاولات تحسين أرباح المؤسسة فإن صاحبها يلجأ في النهاية إلى (اغلاق) مؤسسته والخروج من السوق. التعليم هو الآخر يسعى الى تحقيق (ارباح)، لكن ارباح التعليم لا تقاس بالمال مباشرة. أرباح المؤسسة التعليمية (المدرسة) تقاس بحصيلة الطلاب من التعلم (student Learning)، أي بما اكتسبه الطلاب من قيم سامية ومفاهيم علمية وعادات حميدة ومهارات عالية. وخلافا لما يفعله الاقتصاديون فإن التربويين لا يفكرون اطلاقا في اغلاق مؤسستهم (المدرسة) عندما تفشل في تحقيق أرباح. جدير بالذكر ان عملية حساب أرباح المؤسسة الاقتصادية تتم بكل سهولة في حين تبقى عملية احتساب أرباح المؤسسة التعليمية (أي قياس تعلم الطلاب) غاية في التعقيد وتتطلب بناء مجسات واختبارات على درجة عالية من الدقة والتقنين. المعيار الحقيقي الذي يجب ان نحاكم به نجاح تعليمنا هو (تعلم الطلاب)، فكل جهد تعليمي لا يوجه ليظهر أثره في النهاية على تحصيل الطلاب يعد نوعا من العبث. دعونا نضع دائماً عين على تطوير وتجويد التعليم والعين الأخرى على تعلم الطلاب وإنجازاتهم، هذا هو التحدي الحقيقي الذي سوف نكسبه بإذن الله.
( * ) كلية المعلمين بالرياض |