عشنا في منطقة الرياض خلال الأسابيع الماضية حدثاً تاريخياً تمثل في تجربة جديدة تعتبر ناجحة ومميزة بكل المقاييس على الرغم من حداثتها، فنحن لم نعهد هذا النوع من الأنشطة والفعاليات الخاصة بانتخابات المجلس البلدي وسيكون لهذه التجربة مكاسب كبيرة للمجتمع ككل في المستقبل القريب.. الغالب من أفراد المجتمع كان متحمساً ومتابعاً لهذا الحدث.. الكثير ممن لم يسجلوا أسماءهم كناخبين قد ندموا وتمنوا لو تتاح لهم الفرصة مرة ثانية نظراً لعدم وعيهم بأهمية التسجيل كناخبين أو تكاسلهم في الفترة الأولى من التسجيل.. وقد شهدت الفترة الماضية قبل موعد تسجيل الناخبين لمرشحيهم منافسة شديدة من قبل المرشحين سعياً للتأثير على الناخبين لكسب أصواتهم وتم استخدام العديد من الوسائل الإعلامية للدعاية والإعلان عن المرشحين.. المنافسة في الانتخابات تمثلت في العديد من الأشكال فقد شاهدنا.. منافسة شرسة في الصحف من حيث حجم ونوع الإعلان عن كل مرشح.. منافسة في توزيع المطويات والمنشورات.. منافسة من نوع آخر خاصة بعرض صور المرشحين.. منافسة في الرسائل الإعلانية التي يستخدمها كل مرشح للتعريف بنفسه.. منافسة بالإعلان باللوحات الخاصة بالشوارع.. منافسة في عدد مواقع الترشيح.. منافسة في حجم الخيام وتجهيزات الاحتفالات.. منافسة في استقطاب نخب من المجتمع للتحدث في مقار المرشحين.. منافسة في تقديم وعود وهمية لكي يتم انتخاب المرشح.. منافسة في الولائم وتقديم المأكولات والمشروبات.. منافسة في مواقع ومنتديات الإنترنت.. منافسة في إرسال رسائل الجوال حتى آخر لحظة.. وهكذا هي في طبعها الانتخابات في كل مكان.. تتصف بالإثارة والتشويق والوعود.. وفي النهاية يكون القرار بيد مجموعة من الناخبين.. وهو ما حدث بالفعل في مدينة الرياض.. وبعد أن أسدل الستار وتم فرز أصوات الناخبين وفاز سبعة مرشحين كممثلين للمجلس البلدي لمدينة الرياض نبارك لهم هذه الثقة ونسأل الله العلي القدير لهم التوفيق ونتمنى أن يفوا بوعودهم التي نشروها في برامجهم الانتخابية وألا تكون وهمية.. وختاماً أعتقد أن ما حدث في منطقة الرياض هو بمثابة درس يجب أن يتعلم منه جميع المرشحين الآخرين في المناطق الأخرى التي لم يتم الترشح فيها وأن يسعوا إلى تجنب الأخطاء التي وقع فيها العديد من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز في منطقة الرياض.
(*) كاتب ومستشار تسويق |