Sunday 13th February,200511826العددالأحد 4 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
ديننا منه بَراء
عبدالرحمن صالح العشماوي

ديننا الإسلامي دين الوضوح والصدق، والبراءة إلى الله عز وجل من كل كفر وظلم واعتداء، والعدل الشامل الذي لا يُضام فيه أحد، والرَّحمة التي تسع الناس جميعاً، وهو دين السلام العادل الصحيح الذي لا مجال فيه للادعاء والمزايدة، وهو دين الرِّفق بالكائنات جميعها انطلاقاً من تعاليمه السامية، وليس من باب الدعاية والإعلان.
إنَّه الدين الذي احتضن نبيّه عليه الصلاة والسلام جذع النخلة الذي كان يقف عليه خطيباً ليسكِّن من حنينه الذي سمعه الصحابة رضي الله عنهم، ذلك الحنين الذي عبَّر به عن حزنه حينما اتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام منبراً ليخطب عليه بدلاً من الجذع، نعم احتضنه الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكداً أنه يحزن على ما سيفقد من الوحي الذي كان يستمع إليه، احتضان هذا الجذع يؤكد أن ديننا دين عظيم، له أبعاده الروحية، وأفاقُه الإيمانية التي تتسع للوجود كلِّه.
ديننا دينُ الرحمة والرأفة والتعامل الحسن، دين القوَّة والثبات على الحق، دين الدعوة بالحسنى، دين الجهاد في مواجهة كلِّ عدوٍّ للحق والخير والعدل والسلام، إنه الدين الذي يقول نبيُّه عليه الصلاة والسلام: (الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانَه)، ويقول: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، ويقول: (ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجالساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً، الموطَّؤون أكنافاً الذين يألفون ويُؤلفون).
إنه الدين الحق الذي يقول فيه الخالق عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}، فهو يقرِّر أن مخالفة هذا الدين الحق نتيجة للبغي وتجاوز الحد في الخلاف الذي لا يقوم على حق.
ديننا هذا بَراءٌ من الإرهاب بمعناه المعاصر الذي يعني إهدار الحقوق، وسفك الدماء، وتقويض أسس الأمن والاستقرار في المجتمعات.
بَراءٌ من ترويع الآمنين في أي بلدٍ، ومن قتل المعصومين من أي جنسٍ أو لونٍ كانوا، ومن إهدار حقوق الناس في أي مكان على وجه الأرض.
ونحن المسلمين نعرف الحدود التي رسم الله لنا بها معالم الحياة الإنسانية الحرة الكريمة، ولهذا فنحن منذ أن نشأ الإرهاب في فلسطين، وفي غيرها من بلاد المسلمين نعلن استنكارنا ورفضنا له، ونستصرخ في عقلاء العالم من أجل مواجهته، ومطالب أمتنا في ملفَّات مجلس الأمن وهيئة الأمم وغيرهما تشهد بذلك، بل إننا منذ أن اصطلينا بنيران الإرهاب الصهيوني أو الصليبي المتعصِّب ننادي العالم للوقوف صفاً واحداً في وجه الظلم والعدوان واغتصاب الحقوق، لأن ديننا يأمرنا بذلك.
ديننا بَراءٌ من كل ما يحاول أن ينسبه إليه الحاقدون والحاسدون سواءٌ أكانوا من المسلمين أم من غيرهم، من الإرهاب ومظاهره المؤلمة.
وهاهي ذي المملكة خادمة الحرمين الشريفين ورافعة راية التوحيد تدعو دول العالم إلى هذا المؤتمر الذي عُقد في الرياض أخيراً لتؤكد لهم أنَّ الإرهاب الغاشم الظالم مرفوض شرعاً وعقلاً وعرفاً، وأنَّ أصحاب الرأي والبصيرة في العالم يحتاجون إلى جهودٍ موحَّدةٍ صادقةٍ لمواجهة نيران الإرهاب الملتهبة، وإننا لنرجو أن يكلّل هذا الجهد بالنجاح.
إشارة


إنَّما يحفظُ حقَّ الناسِ دينٌ
يَرِدُ النَّاسُ به أصفَى المناهِل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved