Sunday 13th February,200511826العددالأحد 4 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

الرشيد كما عرفتهالرشيد كما عرفته
د. محمد بن حسن الصائغ (*)

في عام 1416هـ وبعد عدة شهور من تسلم معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد مقاليد الوزارة عقد الاجتماع الرابع لمديري التعليم وعلى غير عادة كثير من المسؤولين وجدنا الوزير الرشيد يفتتح اللقاء ويختتمه ويحضر كل جلساته على مدى يومين مستمعاً، ومناقشاً، ومحاوراً، واستمر هذا ديدنه على مدى السنوات العشر في معظم اللقاءات والندوات التي تقيمها الوزارة، مما جعله ملماً بكل صغيرة وكبيرة عن العمل ومجرياته وآفاق تطوره، وفي ذات العام أطلق الدكتور الرشيد رؤاه التطويرية للوزارة ثم انطلق العمل لتحقيق تلك الرؤى بروح الفريق الواحد وبمبدأ الشورى والحوار المتناهى في الشفافية، وبالوقوف على الميدان التربوي في جميع مناطق المملكة، أطلق د. الرشيد شعارات ذات معانٍ تربوية هامة مثل (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة) حتى أصبح هذا الشعار يتردد في مدارسنا، والكل يستشعر عظم الرسالة التي يحملها، واتسمت قيادة الرشيد للوزارة بإعطاء صلاحيات كثيرة، وكان يردد دائماً قوله (حدودكم السماء) ومدير التعليم هو نائب الوزير في منطقته، ويؤكد بأنه وجميع العاملين في الجهاز المركزي خدم للميدان.
لقد قضى د. الرشيد عقداً من الزمان في وزارة التربية والتعليم فوجدنا فيه الأخ الودود، والصديق العطوف، والوزير المحنك، والقائد التربوي الملهم، والمتابع للعمل بكل دقة، والمنضبط في دوامه، وذا الخلق الرفيع، والتعامل الإنساني الراقي، عشر سنوات قضيناها مع د. الرشيد في حوار دائم ونقاش مستمر ترسخت خلاله قيم الحوار والشورى والديمقراطية في أسمى معانيها.
ومما يتسم به د. الرشيد خلقه الرفيع وتواضعه الجم، ورعاية مصالح العاملين، وتفقد أحوالهم، والحضور معهم في الأفراح والأتراح، فتراه حاضراً لمناسبة زواج أو نجاح، وتجده سباقاً للعزاء والمواساة يعرف معظم العاملين معه في الوزارة ولا يخاطبهم في المعاملات الرسمية إلا بأسمائهم، فهو يتجنب عبارة سعادة الوكيل والمدير ويكتب الأخ الكريم فلان بن فلان.
إن العشر سنوات التي قضاها د. الرشيد في التربية شاهد على إنجازاته الكمية والنوعية، ويأتي في مقدمتها إنه جعل التربويين والتربويات أكثر انتماء لمهنتهم، لقد أصبحوا يعشقونها ويتفانون فيها.. وها نحن يا أبا أحمد نودعك ونحن نقول لئن ترجلت عن كرسي الوزارة فإنك حاضر في أذهاننا وقلوبنا، فكيف لنا أن ننسى محمد الرشيد الذي عرفناه مدرسة في الإدارة والعلاقات الإنسانية.. إن أعداد الذين زاروا د. الرشيد في منزله بعد انتهاء فترة عمله فاقت من زاروه يوم ولايته وهذه عبرة، فالناس شهود لله في أرضه وصدق الله العظيم {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.

(*) وكيل الوزارة لكليات المعلمين

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved