Sunday 13th February,200511826العددالأحد 4 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

تفعيل حب الوطن في نفوس الطالباتتفعيل حب الوطن في نفوس الطالبات
بقلم: الدكتور إبراهيم العبدالله(*)

الحمد لله والصلاة والسلام على معلم الخلق الصفات المثلى والمآثر العليا نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. وبعد:
حيث تتزامن بداية الفصل الدراسي الثاني مع الحملة الوطنية ضد الإرهاب والذي يهدد استقرار المجتمع وتلاحمه ووحدته ويسعى إلى ترويع الآمنين، وسفك الدماء المعصومة. وما كان يدور في الذهن أن يتبنى مثل هذه الأفعال بعض أبناء هذا المجتمع الذين ترعرعوا على ترابه وعاشوا من خبراته ومكتسباته وألفوا التلاحم والتسامح والتقارب الاجتماعي فيه.
وبفضل من الله عز وجل توحدت المواقف، وصار أبناء المجتمع أكثر تماسكاً وتكاتفاً ضد هذه الأعمال الاجرامية، ورفض الجميع هذه الأعمال وجرموها على اختلاف مستوياتهم ومشاربعم لأنهم جميعا أدركوا أن المستهدف هو الوطن بأبنائه ومقدراته ومكتسباته التنموية، وأدركوا بأن العنف لا محل له وليس لديه حدود، فأصبحوا يشعرون بأنهم جميعا في خطر، وأن الدماء التي تسفك هي سواعد المجتمع الفتية، ودروعه الواقية، وأصبح الجميع بفضل الله صفاً واحداً يرفض مبدأ العنف ويقاومه، والجميع يعلم بأن الإرهاب ظاهرة عالمية تعاني منها كثير من دول العالم، وأن الإرهاب لم يكن في يوم من الأيام نتاجاً لمناهجنا الدراسية أو ثقافتنا المحلية، وإنما ترعرع ونما خارج حدود هذه البلاد، وازداد حجمه وخطره، وهذا يجعل العبء كبيراً على مؤسسات التربية والتعليم والإعلام للتصدي لهذه الظاهرة، والعمل على محاصرتها وتجفيف منابعها، وهذا لا يتسنى الا من خلال الآتي:
أولاً : أن تكون بيئتنا التربوية مناخ بناء ليساعد على تكوين علاقات إيجابية تؤكد التمسك والتوحد وتعزز النسيج الاجتماعي واحسب أن العدالة في التعامل وفي توزيع الأعباء والأعمال هي الأساس في ايجاد البيئة التربوية السليمة.
ثانياً : تفعيل التربية الحوارية (تربية الشورى والنقاش)، وتبادل الآراء واحترام رأي الآخر، واعطاء مساحة كافية لذلك. والبعد كل البعد عن التربية الأحادية، وتربية التسلط على السلوك. والتربية الشورية والحوارية تبني عقولاً ناقدة لديها القدرة على التحليل والتمحيص وفرز الآراء.
ثالثاً : البعد عن المشاكل التي تولد العنف والايذاء النفسي والجسدي للطالبات، وأن تُعتمد أساليب التعزيز والتشجيع واعتماد الحوافز والمكافآت لمعالجة الأخطاء والانحرافات.
رابعاً : تنمية روح التسامح، فالمجتمع السعودي قام في أساسه على التسامح وعلى تقبل أفراده لبعضم البعض، لذا ينبغي أن نبني مدارسنا على تعدد الآراء وتنوع الفهم وأن يسعنا الإطار الإسلامي العام الذي ينبغي أن نتوحد عليه وأن نجتمع ونلتف حوله.
خامساً : ولابد أن نتأكد أن جميع مدارسنا بعيدة كل البعد عما يوغر صدور الناشئة، وأن لا تضخم الأخطاء وأن نخاطب الناشئة على قدر عقولهم، والعمل على حماية وحصانة أفكارهم.
سادساً : تفعيل حب الوطن في نفوس الطالبات وتعميق الشعور بالولاء والتضحية لحماية ورعاية مكتسباته ومساندة أسر شهداء الواجب والمصابين منهم ومن المواطنين ورعاية أبنائهم.
وختاماً نأمل أن تأخذ المدارس البرنامج المفصل عن الحملة الوطنية ضد الإرهاب والمعد من قبل المسؤولين في التربية والتعليم أن تأخذه بقوة وفعالية وتسعى إلى تطبيقه وفقاً للخطة الزمنية المقررة وأن يتابع الاشراف التربوي تنفيذه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

(*)مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض (بنين)

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved