تعليقاً على ديربي القصيم (البارد)..
التعاون.. حراسة مهزوزة وغياب للوسط وبروز للمعيوف والعرماني

* الدمام - سامي اليوسف
ظهر ديربي القصيم أو الأولى بين الرائد والتعاون (1-0) بارداً.. ومملاً على غير العادة ولم يكن هنالك ما يميزه على مدار الشوطين سوى الهدف الصاروخي الرائدي وقطعة القماش التي رفعها أحد أنصار الرائد عقب الهدف مباشرة وظهرت في لقطة تلفزيونية كتب عليها باللغة الانجليزية.. (رائد التحدي..)!
ولعل أسوأ ما في المباراة شوطها الأول الذي ظهر عادياً في كل شيء ولم ألحظ طيلة اللقاء استغلالاً ذكياً من لاعبي الفريقين وربما المدربين لعامل الهواء القوي.. من هنا لم يجد الحارسان ما يفاجئهما وقد يكون للنقل التلفزيوني للمباراة أثر سلبي على مستوى الحضور الجماهيري بدليل تركيز مخرج اللقاء على الحضور في مدرجات الدرجة الأولى على جانبي المنصة وإغفاله لجماهير الدرجة الثانية.
ورغم الظهور الفني (البارد) لقمة القصيم الكروية إلا أنني لا يمكن أن أخفي إعجابي بمهارات وتحركات اللاعبين محمد المعيوف وناجي العرماني من التعاون وثلاثي الرائد: مثنى الحوذان وطارق الشريف والاسطاء.. بالرغم من أن الأخير مال للاستعراض واللعب لنفسه أكثر من التركيز على اللعب لمصلحة فريقه.. وهؤلاء الخمسة لمست في تحركاتهم الفكر الكروي.. فالمعيوف تميز بكونه مدافعاً يجيد تخليص الكرة من الخصوم بعيداً عن اللعب العنيف وارتكاب الأخطاء وكذلك بتسديداته القوية على مرمى الرائد وكان ينبغي لزملائه اللاعبين ومن قبلهم المدرب درويش ان يستثمروا قوة قدم المعيوف بالميل إلى كسب أخطاء (فاولات) أمام منطقة الجزاء في مواجهة المرمى.. وتخصيصه بتنفيذها.. في المقابل.. فإن الرائد خسر جهود لاعبه فارس العمري لخروجه مبكراً بسبب الاصابة.. لكن لعب الثلاثي (الحوذان الأسطاء والشريف) دوراً لافتاً في السيطرة على منطقة المناورة وتغليب كفة وسط فريقهم ليساهموا بمهارتهم وتحركاتهم الذكية وتمريراتهم الجيدة في إلقاء دور الوسط التعاوني وهذا أسهم في ترجيح كفة الرائد حيث برزت النظرة المنطقية لمدربه البرازيلي لويس فريدي.. في حين جاءت تبديلات مدرب التعاون درويش خاسرة لأن البدلاء لم يفعلوا شيئاً وبالذات اللاعب ماجد السويلم الذي ظهر عبئاً ثقيلاً على فريقه فقد نال بطاقة صفراء وأضاع جهود زملائه لثقل تحركاته وبطئه في المتابعة والتركيز أثناء بناء الهجمة.. وخذل كابتن التعاون ولاعبه الخبير سعيد الأحمري آمال وتوقعات مدربه ومحبي فريقه عندما قدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق..
وبقي المهاجم الصاعد والخطر بلمساته وقراءته الجيدة للعب ناجي العرماني يصارع وحيداً في المقدمة.. ولا يفوتني أن أنوه بدور حارس الرائد الثنيان الذي لعب دوراً كبيراً في منح الثقة لزملائه في رباعي خط الظهير على الرغم من أخطاء المدافع الغامدي المتكررة سواءً في تخليص الكرة أو التغطية.
فيما لم يجد ثلاثي التحكيم بقيادة الدولي ظافر ابو زندة أية صعوبة تذكر في قيادة المباراة بنجاح بمساعدة الثنائي النعمي وكابلي وجاء احتسابه للوقت بدل الضائع سليماً وتقديره للأخطاء وكانت لياقته عالية وتعامل مع اعتراض لاعبي التعاون بروح القانون بشكل واضح عقب هدف الرائد ومع اقتراب النهاية.
بقي أن نؤكد بأن التعاون فريق لديه لاعبون على مستوى عالٍ من الفكر والتحركات بخاصة الثنائي المعيوف والعرماني لكن تبقى حراسته مهزوزة ووسطه أقل عطاء وتعاوناً مع الهجوم.. بينما ظهر الرائد فريقا منظماً بحراسة مطمئنة ودفاع يعاب على أفراده الأخطاء الفردية ووسط متناغم ويلعب بفاعلية مؤثرة وهجوم مزعج لدفاعات الخصم لكن يفتقد للمهاجم القناص أو اللاعب صاحب مقومات ومواصفات المهاجم الهداف.