Sunday 13th February,200511826العددالأحد 4 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "وَرّاق الجزيرة"

قراءة نقدية لكتاب (محمد بن هادي) لمؤلِّفه علي بن شداد قراءة نقدية لكتاب (محمد بن هادي) لمؤلِّفه علي بن شداد
بقلم: مانع بن عايض آل عاطف القحطاني

يعد التأليف الكتابي أحد أوعية حفظ العلم إن لم يكن أهمها وأكثرها انتشاراً سواء في القدم أو في الوقت الحاضر وعلى الرغم من صعوبة التأليف سابقاً من حيث ندرة الورق وغلاؤه، وكذلك الأحبار وأدوات الكتابة اللازمة إلا أنها لم تمنع الإنسان من تسجيل أفكاره وابتكاراته وتاريخه وأحداثه حتى على صمِّ الحصى والحجارة، بل كان ديدن العلماء دائماً التوثيق واغتنام كل فرصة وفراغ في عملية الكتابة والتأليف.
والآن وفي ظل توفر كل الوسائل التقنية ووجود كل متطلبات التأليف في متناول اليد منذ نشوء الفكرة وحتى طباعة آلاف النسخ من الكتاب أصبحت العملية لا شيء صعب فيها سوى جمع المادة العلمية التي أصبحت هي الأخرى أكثر سهولة ويمكن الحصول عليها بضغطة زر على حاسوب آلي وتحت هذه المساعدات نجد أن العملية الكتابية النوعية وليست الكمية أصبحت تسير بالعكس، فبمقابل الصعوبة في التأليف سابقاً نجد هناك معلومة جيدة ومحققة وذات مصداقية نوعاً ما وفي نفس الوقت وأمام هذه التقنية في الوقت الحاضر نجد الأمر مختلفاً تماماً، فقد طرق باب التأليف كل أحد وبلا استثناء وهذا ولا شك راجع للرخاء المادي والتطور الحضاري وإن كان البعض يعدها ظاهرة صحية جيدة إلا أن الشاخص لها بعين المتمرس الثاقب يجد أن نسبة عالية من هذه المؤلفات هي ضحضاح من السراب لا فائدة فيه والأسوأ من ذلك أن سلبياتها لم تتوقف على هذا، بل أصبحت وبالاً على القراء سواء في معتقداتهم أو تفكيرهم أو سلوكهم أو حضارتهم أو تاريخهم بما يشوّه صورته أو يغيِّر من مسلماته وحقائقه وقلبها رأساً على عقب لأهواء تتنازع كاتبها أو لجهل مركب فيه وهذا ما رأيته واضحاً وجلياً في كتاب جلب إلي أستبشرت خيراً بعنوانه ورجوت الأخبار النادرة وراء غلافه خصوصاً وهو يحمل اسماً لامعاً في مجال القيادة والفروسية والشعر والبطولة في عصور الجزيرة العربية العامية ألا وهو كتاب (محمد بن هادي زعيم قبيلة قحطان) لمؤلِّفه علي بن إبراهيم بن شداد آل ناصر.
وهذه نماذج من الملحوظات العامة والخاصة على هذا الكتاب التي أرجو أن يوفق مؤلف الكتاب للعمل بها من أجل خدمة العلم والمعرفة وحفاظاً على تراجم وسير أعلامنا الكبار فمن الملحوظات العامة:
1 - قبل أن تصل إلى الشخصية محل الترجمة في هذا الكتاب تستغرق مقدمة ليس لها رابط واضح بالمترجم في قرابة (170 صفحة) من تغن بأشعار الجاهليين والإسلاميين إلى حديث ووصف للنباتات مع حديث عن شخصيات لا صلة لها بالموضوع!
2 - إيراد بعض النصوص التي تتطلب التعليق دون أدنى تعليق وترك هذه النصوص جامدة وهذا قصور في التأليف وعدم اكتمال في المنهجية التأليفية.
3 - وجود الكثير من المغالطات التاريخية التي يستغرب وقوعها وقد تجاوز عددها الخمسين مما جعلني أستعين بالله في كتابة هذه القراءة النقدية.
4 - ومن المهم أن أشير قبل ذكر الملحوظات التفصيلية على هذا الكتاب أن أقول إن المؤلف ذكر أسماء مصادره الشفهية دون توضيح اتفاقهم أو اختلافهم على الروايات التي عزاها لهم وقد بدأ في الظاهر وكأنهم متفقين بالإجماع على ما أورده وهذا غير صحيح البتة، حيث إنه وبصفتي أحد من ذكرهم ضمن رواته لا أوافقه في أغلب ما ذكره ولم يحدد المعلومة التي استقاها مني أو من غيري!
5 - من الملحوظات المنهجية على هذا الكتاب هو تكرار بعض الموضوعات بنصها وعلى (صورة طبق الأصل) وقد تكرر هذا في الكتاب.
وها أنا أذكر هنا شيئاً من الملحوظات التفصيلية على الكتاب وهي نماذج تدل على ما في الكتاب من أخطاء وأوهام، فمن ذلك:
1 - لم يكن دقيقاً حين أشار إلى أن قيادة محمد بن هادي كانت قرابة الثمانين عاماً والصحيح أنها استمرت (63) أو (64) ولا تتجاوز ذلك.
2 - مع أن الكتاب في ترجمة محمد بن هادي إلا أن ترجمته في الكتاب لم تتجاوز خمس صفحات وهي نفسها الصفحات التي استغرق الحديث عنها مثل موضوع النباتات والأزهار!!
3 - وصل نسب هادي بن قرملة بالنبي هود عليه السلام بنسب متصل ويستحيل عقلاً اتصال النسب في ثلاثين جداً والفارق أكثر من خمسة آلاف سنة؛ كما أن هذا يخالف بيتاً معروفاً قاله محمد بن هادي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved