|
|
انت في
|
في مثل هذا اليوم من عام 1920 اعترفت عصبة الأمم بحياد سويسرا وهو الموقف الذي تبنته سويسرا على مدى عدة قرون وما زلت محتفظة به حتى الآن حيث أتاح لها هذا الموقف النجاة من الحروب والصراعات الدامية التي شهدتها أوروبا خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. تأسس أول اتحاد سويسري سنة 1291 بين ثلاث دويلات هي شفيتز (Schwys) التي اشتق منها اسم سويسرا وأوري (Uri) وأونترفالد (Unterwald) في كيان سياسي واحد يحمل اسم الاتحاد الفيدرالي السويسري، وبدأت المقاطعات الأخرى بالانضمام إلى الاتحاد حتى القرن التاسع عشر. ومع ذلك فإن عددا من المؤرخين يرون أن البداية الحقيقية للنظام الديموقراطي الاتحادي القائم اليوم كانت حين اتحدت المقاطعات أو الدويلات السويسرية وأقرت الدستور الجديد الذي يحمل اسم (القانون الأساسي للاتحاد السويسري) في الثاني عشر من شهر أيلول سنة 1848 وألغي الدستور القديم الذي يحمل اسم (ميثاق 1815) وقد بلغ عدد مكونات الاتحاد اليوم ثلاثة وعشرين كانتونا وبصدور الدستور الجديد ودَّع السويسريون صيغة (اتحاد الدول) وأسسوا لدستور الدولة الاتحادية. استفاد السويسريون من تجربة تاريخية قاسية أخرى مروا بها وكانت ثمرتها تبنيهم لخيار الحياد التام الذي تحول فيما بعد إلى (الحياد المسلح) حين هزموا هزيمة كبرى في معركة (مارينيان) سنة 1515. وتفصيل ذلك هو أن السويسريين انحازوا في بداية القرن السادس عشر إلى جانب البابا يوليوس الثاني وهاجموا الفرنسيين في جنوب إيطاليا وتمكنوا من طردهم من (ميلانو) بعد معركة (نافار) ولكن الملك فرانسوا الأول هزم السويسريين هزيمة قاسية واستعاد منهم دوقية ميلان. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |