في مثل هذا اليوم من عام 1942 قرر الزعيم النازي أدولف هتلر التراجع عن فكرة غزو الجزر البريطانية وإلغاء تنفيذ الخطة العسكرية لغزو هذه الجزر التي كانت تعرف باسم (أسد البحر). وأجمع المؤرخون على أن هذا القرار الذي اتخذه الزعيم الألماني في ذروة معارك الحرب العالمية الثانية كان الخطأ الاستراتيجي القاتل الذي كلفه الحرب وحياته في النهاية. ففي الوقت الذي كانت كل موازين القوة تميل لصالح ألمانيا خلال السنوات الأولى للحرب بعد نجاح القوات الألمانية في السيطرة على كل أوروبا الغربية والشرقية بحيث لم يعد خارجا عن هذه السيطرة سوى الجزر البريطانية وبعد نجاح الغواصات والسفن الألمانية في فرض حصار خانق على الجزر البريطانية كان الإنجليز قد أصبحوا على قناعة تامة بأن الغزو الألماني قادم لا محالة. فمنذ صيف 1940 بدأت القوات الألمانية قصفا لا يتوقف للجزر البريطانية لدرجة أن الكثيرين من البريطانيين قرروا الفرار إلى أستراليا وغيرها من المستعمرات البريطانية فيما وراء البحار. وجاء قرار هتلر بهدف حشد القوة الضاربة للجيش الألماني على الجبهة الشرقية في مواجهة الاتحاد السوفيتي حيث أصدر أوامره بالتحرك لغزو الاتحاد السوفيتي متأثرا بنظرية عالم الجغرافيا السياسية (ماكندر) عن قلب الأرض التي تقول إن قلب الأرض يوجد في الكتلة الأوراسية حيث يوجد الاتحاد السوفيتي وأن من يسيطر على هذه الكتلة يحكم العالم. ولكن جليد (قلب الأرض) وطول خطوط الإمداد بين القوات المهاجمة في الاتحاد السوفيتي وقواعدها الخلفية في ألمانيا والمقاومة الشرسة لمدينة ليننجراد السوفيتية أدت إلى فشل الحملة الألمانية على الاتحاد السوفيتي ليفقد الجيش الألماني قوته الضربة في معركة بلا طائل وتنجو بريطانيا من الغزو الألماني.
|