Tuesday 15th February,200511828العددالثلاثاء 6 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

شيئ من المنطقشيئ من المنطق
القطاع الخاص في مواجهة الإرهاب
أ.د. مفرج بن سعد الحقباني

تتفاعل كافة فعاليات الوطن في هذه الأيام مع الحملة الوطنية للتضامن ضد الإرهاب التي تتزامن مع استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وتنفذ فعالياتها في كافة أرجاء ومناطق المملكة المختلفة بهدف توعية فئات وشرائح المجتمع بخطورة هذه الظاهرة على واقع ومستقبل الفرد والمجتمع.
وعلى الرغم من كون هذه الحملة تتركز زمنياً خلال فترة أسبوعين، إلا أن برنامج التوعية يحتاج إلى وقت أطول حتى يمكن لأبنائنا وبناتنا التعرف على الخط الأحمر الفاصل بين الفكر المنحرف والفكر الإسلامي القويم وحتى يمكن لكافة عناصر المجتمع أن تتعرف على دورها الشرعي والوطني في مجال محاربة ومكافحة هذه الظاهرة وكشف ساتر الفئة الباغية الضالة.
وفي هذا السياق نجد أن من أهم مكونات المجتمع السعودي الذي يقع على عاتقها مسؤولية القضاء على مسببات الإرهاب والانحراف الفكري القطاع الخاص لما يملكه من مقومات مالية واقتصادية هائلة ستسهم بلا شك في تغيير متغيرات معادلة الشاب ليصبح هدف المحافظة على الروح والنفس أقوى من الوعود الوهمية التي يتلقاها في دهاليز الظلام من مروجي الفكر المنحرف. فالقطاع الخاص يستطيع أن يحمي الشباب من الانحراف من خلال التوسع في منح هذه الفئة الحق في الحصول على فرص العمل المتاحة التي تعج في الوقت الراهن بالعمالة العشوائية غير المؤهلة، ويستطيع حماية الوطن من الإرهاب من خلال عدم إتاحة الفرصة للعمالة السائبة التي لا تحمل سوى هم الحصول على المال بأسرع وأقصر الطرق ولا تقيم الاعتبار لقضايانا الوطنية وفي مقدمتها الشأن الأمني.
ويستطيع القطاع الخاص التوسع في برامج التدريب والتأهيل المهني كوسيلة لحماية الشباب واستيعاب وتأهيل العاطل منهم حتى لا تذهب بهم الهموم والأحزان بعيداً عن الطريق السليم وترمي بهم في غياهب الحفر المظلمة التي يسيطر عليها الظلاميون التكفيريون.
يستطيع القطاع الخاص دعم ورعاية الفعاليات الوطنية التي تستهدف تنوير الشباب وتبصيرهم بالعقيدة السمحة وفضح الأفكار الزائفة التي ينفق على تسويقها وتنفيذ معطياتها أعداء الوطن الأموال الطائلة، ويستطيع هذا القطاع القيام بواجبه الوطني في مواجهة الإرهاب من خلال دعمه ورعايته للبرامج الهادفة لرعاية أسر الشهداء من رجال الأمن الذين قدموا أرواحهم فداءً للدين والوطن وحماية المصالح المجتمع بما فيها مصالح القطاع الخاص.
بشكل عام يستطيع القطاع الخاص متى ما أدرك أنه قد يكون أول الخاسرين من الإرهاب والمتأثرين بناره أن يعمل الكثير لحماية مكاسبنا التنموية التي تتزايد مع مرور الوقت ومعها تتزايد وتتعاظم أرباح المستثمرين وأرباب العمل في القطاع الخاص.
وفي اعتقادي أن إدراك الجميع لخطورة الإرهاب وتفاعلهم مع هذه الحملة التضامنية ضد الإرهاب ستجعلنا جميعاً نقف صفاً واحداً لنقدم ما نستطيع لحماية أنفسنا التي يستهدفها الإرهاب والإرهابيون ولحماية مشاريعنا التي يريد الإرهاب تحطيمها إضعافاً للقوة والوحدة الوطنية.
فهل نعي ذلك مبكراً وهل يتفاعل القطاع الخاص بشكل أكبر من هذا الهمّ الوطني؟ أتوقع وأتمنى ذلك..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved