Tuesday 15th February,200511828العددالثلاثاء 6 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
عبد الرحمن الجريسي ومنتدى جدة الاقتصادي
عبد الرحمن صالح العشماوي

هاتفت سعادة الأستاذ عبدالرحمن الجريسي أمين عام الغرفة التجارية بالرياض، ورئيس مجلس الغرف التجارية في المملكة، وعاتبته على ذلك النهج الذي تنتهجه الغرفة التجارية في جدة، فيما يتعلق بندواتها ومنتدياتها، وقلت له: هل ينسجم هذا الذي يجري مع سياسية الغرف التجارية في المملكة، وهل يتجاوز دور هذه الغرف الاقتصادي حدوده لتصبح مجالاً لتطبيق ما لا ينسجم مع قيمنا الإسلامية، وأنظمة بلادنا؟ وهل مصادمة بعض مسلَّمات ديننا، وعاداتنا الأصيلة السليمة هي الدليل على تطور الغرف التجارية ونجاحها؟ وهل لا بد أن يُسَبَّ الصحابي أبو هريرة - رضي الله عنه - وتاريخنا الإسلامي على لسان أمثال (ميرفت التيلاوي) كما حدث في غرفة جدة قبل أسابيع، حتى تصبح الغرفة ذات قيمة عالمية؟
وقد أجاب سعادة الأستاذ عبدالرحمن الجريسي بعد إنصاته إلى ما قلت قائلاً:
1- أولاً: أشكرك على مهاتفتك ومصارحتك، وعلى مقالك الذي نشر يوم الأربعاء 22-12- 1425هـ في هذه الزاوية.
2- أؤكد لك أننا جميعاً لا نقر تلك المخالفات التي تحصل ونعدها خروجاً عن إطار التآلف في بلادنا، وعن الأنظمة الواضحة التي تحكم الغرف التجارية في المملكة، فليس الاختلاط بالصورة التي حدثت العام الماضي في منتدى جدة الاقتصادي من نهج بلادنا، ولا هو من الأشياء المقبولة عند النسبة الأكبر من أبنائها، أما الإساءة إلى شيء من ثوابتنا فهو أمر مرفوض بالكلية ولا يصح أن يحدث بحال من الأحوال.
3- لأنني لست راضياً عن بعض هذه المظاهر المخالفة فقد كتبت إلى الإخوة في الغرفة التجارية في جدة قبل فترة موضحاً لهم رأيي في هذه الأمور، ومطالباً لهم بعدم انتهاج طريق المخالفة لما يريده غالبية أبناء هذه البلاد من انضباط شرعي في لقاءاتنا ومنتدياتنا، وهذا هو غاية ما يمكن أن يسمح به موقعي في رئاسة الغرف التجارية في المملكة.
وقال الأستاذ عبدالرحمن الجريسي: إنني انتقدت ما حدث العام الماضي بوضوح وأوضحت للجميع أن لقاءاتنا المتكررة مع رجال الأعمال والمسؤولين في أمريكا وأوروبا وجميع دول العالم أكدت لنا احترامهم لنظامنا، وتماسكنا الاجتماعي وضوابطنا الجميلة في موضوع المرأة، وقد أوضحت في أكثر من لقاء في أكثر من دولة غربية ما تتميز به المرأة المسلمة في المملكة وفي ظل الشرع الإسلامي عن المرأة في الغرب المخدوعة بدعايات الحرية الزائفة، وكانوا وما زالوا يحترمون منهجنا، وينبهرون بما أقول، ويقولون بوضوح: المشكلة أنكم لا توصِّلون إلينا هذه المعلومات الصحيحة، وإذا رأيناكم تقلدون أوضاع الغرب الاجتماعية، وتنادون في عالمكم الإسلامي بتحرير المرأة ظننا أن المرأة عندكم مظلومة مهضومة الحقوق.
ويتابع سعادة الأستاذ عبدالرحمن الجريسي بقوله: ذكرت في أكثر من لقاء بعض الأشياء التي تتميز بها المرأة في بلادنا مما تحلم به المرأة الغربية ومنها:
1- إن راتب المرأة في المملكة يساوي راتب الرجل في مجال الوظائف، بينما تأخذ المرأة في أمريكا وأوروبا نصف راتب الرجل.
2- إن الرجل (ولي المرأة) هو المسؤول عن النفقة على المرأة سواء أكان أباً أو زوجاً، وسواء أكانت المرأة غنية أو فقيرة إلا إذا أنفقت هي تكرماً من عندها ولهذا تشكل أرصدة الادخار النسائية في بنوك المملكة ما نسبته 70% من مبالغ الادخار، لأنها تملك مالها من رواتب أو غيرها.
3- تحافظ المرأة على حق بقاء اسم عائلتها لها، بينما تفقد المرأة في العالم الغربي اسم عائلتها مباشرة حينما ترتبط بزوج، ولدى النساء في الغرب شعور بالأسى الشديد بسبب ذلك.
4- تساهم المرأة في بلادنا في جميع المجالات ولها دورها الواضح في المجتمع وتستخدم - لأداء هذا الدور - الوسائل التقنية المتاحة.
ثم يقول الأستاذ عبدالرحمن: وليتك رأيت وترى آثار الإعجاب الصادق بهذه الحقائق على وجوه من يطّلع عليها من الغربيين - خاصة النساء -، ولهذا فأنا ضد أي محاولة لشق صفنا الاجتماعي المنضبط بضوابط شرعنا الحكيم، وأضم صوتي إلى صوتك وأصوات ما يقرب من 99% من المجتمع السعودي المسلم لنداء الغرفة التجارية في جدة على مراجعة نفسها، وأؤكد معك أسفي الشديد على اعتماد اللغة الإنجليزية لغة رسمية في جدة التي ليس بينها وبين غار حراء ومواقع مهبط الوحي (مرابع لغة القرآن الكريم) إلا مسافة قصيرة.
وأقول: لقد تمت المهاتفة مع سعادة الأستاذ عبدالرحمن الجريسي للمعاتبة، فكان مجمل معنى حديثه معي ما كتبته هنا - وفقه الله وجزاه خيراً -، إنه كلام مهم من رجل أعمال كبير، يتعامل مع كبريات شركات العالم، ولا يجد مشكلة في التعامل مع الآخرين بثقة وتفاعل إيجابي، فهو ليس منغلقاً على نفسه، يقابل كبار تجار العالم، ويلتقي بهم داخل المملكة وخارجها، ومع ذلك لم يجد مشكلة - على الإطلاق - في الالتزام بالثوابت اقتصادياً واجتماعياً، فأين تكمن المشكلة يا ترى؟!
إشارة
مع التحية نهدي كلام رئيس الغرفة التجارية إلى الاخوة في غرفة جدة التجارية، وإلى كل مسؤول ومواطن في بلادنا الغالية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved