Tuesday 15th February,200511828العددالثلاثاء 6 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

باختصارباختصار
الوزير
نورة المسلم

التغييرات الوزارية التي تتخذها القيادة بين فينة وأخرى، هل تغيرت ملامح استقبالها على المواطنين؟ وهل بدأ الكثيرون يستوعبون هذه المهام ويقيسون بها أحلامهم ومطالبهم؟
هذه بلا شك واحدة من أهم المسائل التي تدور في خلايا المجتمع، الناس أصبحوا يقرؤون ملامح الوزير، الفكر، النهج، والمهنية أيضاً، أصبح المواطن قلقاً على مستقبله، ولم تعد مثل هذه الأمور مجرد إجراءات رسمية كان يعتقد البعض بأنها لا تهم إلا أصحابها فقط.
في ملامح التغيرات التي حدثت وتحدث، في الحقائب الوزارية والنقل، نجد أن الفكرة بالنسبة لنا كمواطنين لم تعد طارئة تستعيد اعتيادها مع الوقت، بل إن فكرة التأثير النفسي على الوزير المغادر تهمنا كأفراد، فهل كان يشعر بالرضا عن أداء وزارته إبان وجوده على رأسها؟ هل حقق جزءاً أو معظم أحلام الوطن والمواطن؟ وهل يغادر البعض منهم بأحلامه أو قناعته بأنه قد أعطى كل ما لديه؟ وهل تهمه آراء الناس فيما شارك في إنجازه؟
أما الوزراء الجدد فإن ملامح إقبالهم تبدو لا مقروءة جيداً، فالطموح وتحقيق الذات والأحلام العريضة لا شك أنها ستسبقه، وسيكون أحرص الناس على أداء المهمة وتسجيل أعلى النقاط الإيجابية، لكن ما لم نعرفه هو: إلى متى يستمر هذه الشعور وهذه الاستجابة؟ وهل يكون الأداء على مستوى الطموح مع السنوات القادمة، بمعنى هل سيكون بنفس الحماسة؟
أرى أن المهم من كل هذه الإجراءات، أن الناس لم يعودوا هم أنفسهم، قبل عقد من الزمان، فقد زادت احتياجاتهم، وأصبحوا من ضغط الحياة ومطالبهم معنيين مباشرة بمثل هذه التفاصيل: فكر الوزير، أداء الوزير، شخصية الوزير، ووعود الوزير أيضاً.
لم تعد هذه التفاصيل أموراً شخصية، وليست أيضاً قراءة نفسية، لكنها جزء من واقعنا المعاش، وان الوزارة، أي (وزارة) هي جزء من تركيبة الحياة السياسية والاجتماعية وما يتبعها، ولا يمكن أن يبقى المواطن بمعزل عن مثل هذا الأرق إلا بقراءة الملامح كلها.
الأهم من هذا كله أن تبقى العلاقة الوطيدة بين المواطنين والمؤسسات المختلفة للجهاز الحكومي، وأن تصبح علاقة تكاملية يفهم منها كل طرف أنه جزء من البناء للبناء، وأن الاختيارات التي تتم، لابد أنها قد درست، ويبقى الميدان هو اللغة الوحيدة لإعلان النتائج التي نتمنى لها التوفيق مع أي مسؤول أو وزير، فهو مواطن أولاً وأخيراً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved