|
|
انت في
|
قال حكيم لابنه وهو يعظه عندما رآه يحمل أوراقاً يشتكي بها الإدارة التعليمية التي لم توافق على ترشيحه ليكون مشرفاً تربوياً معللاً طلبه بأنه قد (ملَّ) من تدريس الطلاب! اعلم رعاك الله يا بني أن المشرفين التربويين ثلاثة أنواع، فمنهم من يدخل إلى المدرسة واهتمامه الأول مد جسور علاقاته العامة لهذا فهو يخرج وقد أعطى الجميع امتياز المقصر والمتفاني فهو لا يريد أن يغضب مديراً ولا معلماً حتى وإن وجد تقصيراً! وهو يكسب الآخرين وإن كان ذلك على حساب الأمانة التي في عنقه! ومنهم من يدخل ومعه منظار مكبّر من تلك التي يستعملها (المخبرون) الباحثون عن البصمات يتلقط صغائر الأخطاء فيكبِّرها ويحيلها إلى قضية مهمة ليثبت أنه مهم وقد التقطت حواسه (اللا مرئي) من الأخطاء والهفوات فهو ينتمي لجيل (المفتشين) قبل أن يتغيَّر المفهوم من تفتيش إلى توجيه ثم إلى إشراف! وثالثهما يدخل المدرسة وقد جاء متسلحاً بالخبره طالباً المزيد من المعرفة من المجربين في الميدان من المعلمين لينقل الخبرات من معلم لآخر يناقش المعلم والمدير باحترام وتقدير مبصِّراً بمواضع الخلل بأسلوب العارف الموجِّه للخير والصلاح، ولو وجد سلبية فسيكتب قبلها عشرات النقاط الإيجابية لأن مسباره يلتقط (الصح) قبل (الغلط) لتكون زيارته في النهاية مفيدة له وللمعلم ولمدير المدرسة، فذلك يا بني هو المشرف التربوي الحقيقي. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |