الأسواق المالية تشهد حركة نشاط مستقرة في أول أيام التعاملات
لبنان يعود إلى العمل بعد الحداد على الحريري

  * بيروت - الوكالات:
استأنف لبنان الحياة العادية أمس الجمعة بعد الحداد لمدة ثلاثة أيام على رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي أثار اغتياله غضباً ضد سوريا بين العديد من اللبنانيين وجدد الضغوط العالمية على دمشق لكي تسحب قواتها.
وعادت الاختناقات المرورية إلى شوارع بيروت عندما عاد الناس إلى أعمالهم للمرة الأولى منذ التفجير الذي قتل الحريري يوم الاثنين الماضي وأثار مخاوف بشأن الاستقرار في بلد مازال يتعافى من الحرب الأهلية التي اندلعت في الفترة من عام 1975 وعام 1990.
وشهدت الأسواق المالية حركة نشاط كبير لكنها مستقرة في أول أيام التعاملات منذ مقتل الحريري رغم التوترات السياسية ومطالبة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأخيرة لسوريا بسحب قواتها التي يبلغ قوامها 14 ألف فرد من لبنان ووقف التدخل في شؤونه.
وتم التعامل في الليرة اللبنانية دون تغيير لكن تعين على البنك المركزي بيع دولارات مثلما تعهد بأن يفعل للدفاع عن العملة الوطنية في مواجهة الضغوط من جانب مستثمرين قلقين.
وتعهد سياسو معارضة لبنانيون بالإطاحة بالحكومة الموالية لسوريا في بيروت بعد أن حول عشرات ألوف المعزين جنازة الحريري إلى احتجاج تلقائي ضد دمشق. وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في أحدث تصريح أنه يريد أن يسأل السلطات السورية: لماذا جعلت لبنان يكره سوريا؟
وطالب جنبلاط السلطات السورية بأن تترك لبنان وشأنه وأن ترحل.
وجنبلاط حليف سابق لسوريا وانضم إلى المسيحيين أعدائه في الحرب الأهلية في حث دمشق على الخروج من لبنان.
وانتقل الحريري إلى موقف مماثل في الأشهر التي سبقت اغتياله.
واستقرت الليرة اللبنانية دون تغيير في أوائل التعاملات أمس الجمعة وتدخل البنك المركزي بائعاً للدولار للحيلولة دون أي ضغوط من المستثمرين بعد مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وقال متعاملون: إنه جرى تداول العملة اللبنانية بسعر 1514 ليرة مقابل الدولار وهو الحد الأضعف لنطاق التدخل الذي يفرضه مصرف لبنان المركزي بين 1501 و1514 ليرة للدولار ومن المتوقع أن يظل داخل النطاق.
وقال متعامل بارز: (الهواتف كانت تضيء وتطفئ مثل شجرة الميلاد في الدقائق الخمس الأولى لكن الآن هدأت الأوضاع).
وأضاف (كنّا نتوقع ضغوطاً اليوم لكنّ يوماً واحداً لا يشكل اتجاهاً. أهم شيء هو إلا يطول الأمر.).
وكانت البنوك اللبنانية والبنك المركزي أغلقت ثلاثة أيام حداداً على اغتيال الحريري مما أتاح الفرصة للسوق لاستيعاب الأمر وتجنب موجة بيع لليرة بدافع الفزع.
وتعهد مصرف لبنان المركزي بالإبقاء على الليرة اللبنانية مستقرة وأسعار الفائدة دون تغيير. وأذهل قتل الحريري في هجوم يوم الاثنين الماضي مجتمع الأعمال اللبناني الذي كان يعده الأمل الوحيد لإنعاش اقتصاد البلاد المثقل بالديون بعد الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين عامي 1975 و1990. وعمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي عينه الحريري على الحفاظ على سعر صرف العملة اللبنانية في نطاق بين 1501 و1514 ليرة مقابل الدولار على مدى ست سنوات مستخدماً الاحتياطيات بالعملة الأجنبية للحفاظ عليه.
ويقول المصرفيون: إن البنك المركزي سيحتاج لانفاق الكثير من احتياطياته للإبقاء على سعر الليرة داخل نطاقه الراهن وان بإمكانه القيام بذلك في الوقت الراهن. فقد بلغت احتياطياته بالعملة الأجنبية 11.7 مليار دولار في نهاية يناير كانون الثاني.
وتتمتع البنوك اللبنانية كذلك بسيولة كبيرة فأصولها تفوق بكثير إجمالي الناتج المحلي وهي التي تملك أغلب الدين العام للبلاد الذي يبلغ نحو 33 مليار دولار لذلك فهي حريصة على الحفاظ على استقرار سعر العملة.
وقال المتعاملون: إن البنوك الكبرى وافقت على مساعدة البنك المركزي ببيع الدولار بسعر قريب من السعر الرسمي وإلا تحاول التربح من أي ضغوط على الليرة.
وقال المتعامل البارز (نبيع بنحو 1514 دون زيادة).