* بيروت - (رويترز): قال المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أمس الجمعة: إنه لا يبرئ المخابرات الإسرائيلية من عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي قتل الاثنين الماضي في انفجار استهدفه. وقال فضل الله في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في ضاحية بيروت الجنوبية لا نبرئ المخابرات الإسرائيلية من العملية الأخيرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأنها لا تريد للبنان أن يكون بلداً مستقراً آمناً، بل نموذج للأمن في المنطقة، كما أنها لا تريد للبنانيين أن ينطلقوا في عملية العيش المشترك لتدخل على خط الخلاف السياسي مستفيدة من القرار الدولي الذي لم يدرس دراسة دقيقة موضوعية الواقع المحيط بالبلد كلّه. ودعا فضل الله اللبنانيين إلى الامتناع عن إطلاق الأحكام الانفعالية التي ترتكز على الخلفيات السياسية في نطاق اللعبة المحلية والإقليمية والدولية دون تحقيق أو تدقيق حتى إن الأجواء الحادة لا تقترب في الاتهام من إسرائيل صاحبة التاريخ الطويل في العبث بالأمن اللبناني على أكثر من صعيد. وتصاعدت الضغوط داخل لبنان وخارجه مطالبة سوريا بسحب قواتها من لبنان بعد أن تحولت الجنازة الجماهيرية للحريري إلى مظاهرة حاشدة مناوئة لدمشق. ولم يقدم أحد حتى الآن دليلاً على ضلوع سوريا في قتل الحريري الذي اغتيل في انفجار سيارة ملغومة لدى مرور موكبه في منطقة راقية مطلة على البحر في بيروت يوم الاثنين. ونفت سوريا أي صلة لها بالتفجير. ورغم ما يُثار من شكوك حول هوية المسؤولين عن اغتيال الحريري فقد استغل منتقدو سوريا في لبنان وخارجه الحادث للمطالبة بالتنفيذ الفوري للقرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في العام الماضي والذي يطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان. وقال فضل الله: إن من اللافت في أجواء الإثارة أن نطالب بذهاب وصاية معينة لنستدعي وصاية أخرى عربية أو دولية والعودة إلى مرحلة الانتداب وأين هو العقل في إضافة تعقيدات جديدة للواقع اللبناني على طريقة (المستجير من الرمضاء بالنار) وأشار فضل الله إلى أن ما حدث في لبنان جاء في مرحلة تختلط فيها الأوراق في المنطقة وتتداخل فيها عناصر التوتر والاشتباك وتدخل العلاقات السياسية بين الدول في أطوار من الشد والجذب بطريقة معقدة جداً ولذلك فإن لبنان هذا اللاعب الذي ينفعل بأحداث المنطقة قد يكون الحلقة الأضعف في ظل هذا التوتر أو هذا التبدل في التموضع السياسي والأمني لأكثر من طرف دولي يحاول أن يضغط على أكثر من طرف إقليمي أو دولي.
|