التحقيق في اغتيال الحريري قد يكشف عن تورط تنظيم القاعدة
ضغوط دبلوماسية أمريكية متصاعدة على سوريا وإيران

* واشنطن - (أ.ش.أ):
في غمرة ضغوط دبلوماسية أمريكية متصاعدة على كل من سوريا وإيران تبذل الحكومة الأمريكية حالياً جهوداً لإقناع حلفائها الأوروبيين بوضع جماعة حزب الله اللبنانية على قائمة المنظمات الإرهابية.
وذكر راديو لندن أمس الجمعة في تقرير بثه في هذا السياق أن إدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية يعني انضمام أوروبا إلى واشنطن في إرسال رسالة أقوى إلى كل من سوريا وإيران اللتين تدعمان حزب الله.
وأشار إلى أن دولاً أوروبية على رأسها فرنسا تعارض هذه الخطوة في وقت يزداد فيه التوتر في لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، موضحاً أن فرنسا ودولاً أوروبية أخرى تقاوم الضغوط الأمريكية.
وقد أخبرت الحكومة الفرنسية وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس أن مثل هذه الخطوة لا تتسم بالحكمة في هذا الوقت بسبب التوتر المتصاعد في لبنان على إثر عملية اغتيال الحريري.. فيما عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل يوم الأربعاء الماضي لبحث مسألة حزب الله وانفض الاجتماع بدون التوصل إلى إجماع فيه.
وتميل بعض الدول إلى تأييد الطلب الأمريكي منها هولندا وإيطاليا وبولندا والبعض الآخر لايزال محايداً ومنها بريطانيا وألمانيا اللتان تقولان: إنه بدون تأييد فرنسي لن يتحقق الإجماع اللازم في الرأي.
من جهة أخرى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن حدة الخلافات تزايدت بين الحكومة اللبنانية والمعارضة حول الجهة التي تقف وراء اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أمس الجمعة أن الحادث إذا كان قد تم نتيجة استخدام وسائل بسيطة مثل العمل الانتحاري فإن منطق الحكومة اللبنانية في هذه الحالة لا يستبعد تنظيم القاعدة مع استبعاد سوريا من التورط في العملية وإذا كان الحادث نتيجة انفجار قنبلة عن بعد فإن المعارضة لا تستبعد تورط استخدام تكنولوجيا متطورة مع إمكانية تورط سوريا في هذه العملية (على حد قول الصحيفة).
وقالت الصحيفة: إن الخلافات تتزايد بين الحكومة والمعارضة أيضاً حول إجراء تحقيق دولي لتحديد الجهة التي تقف وراء الحادث، حيث ترغب الحكومة في أن تقود محكمة عسكرية لبنانية التحقيق في الحادث وتسليم نتيجة التحقيق إلى المدعى العام العسكري الذي يقوم بدوره بتعيين محقق غالباً ما ستكون المخابرات العسكرية لمواصلة التحقيق إلا أن الحكومة اللبنانية لا تمانع من الاستعانة ببعض الخبراء وقد دعت بالفعل فريقاً من خبراء المفرقعات السويديين الذي سيصل إلى لبنان في الأسبوع القادم للتحقيق في الحادث..
وتطالب المعارضة نتيجة اعتقادها بأن الانفجار نجم عن زرع قنبلة أسفل الأرض بدليل عمق الحفرة التي نجمت عن الانفجار بإجراء تحقيق دولي وهو موقف الأمم المتحدة أيضاً.