الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله في مؤتمر صحفي
العام الحالي سيشهد انطلاق تنفيذ برامج خطوط الهيئة

*مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
أكد صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله نائب الأمين العام للهيئة العليا للسياحة أن المهرجانات السياحية الصيفية التي تنظم في مناطق المملكة لا تحقق عوائد اقتصادية مجزئة، ولكنها تحقق عوائد ثقافية واجتماعية وترفيهية مهمة، وقال سموه في مؤتمر صحفي عقد بمكة المكرمة في مؤتمر صحفي عقد بمكة المكرمة: إن الهيئة العليا للسياحة قررت أن يكون عامنا الحالي 1426هـ عاما لانطلاق تنفيذ برامج وخطط الهيئة التي تهدف من خلالها إلى توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين وتفعيل دور القطاع الخاص واللجان السياحية في المناطق، وتنمية المنتجات السياحية وتسويق الوجهات السياحية القائمة، وتطوير وجهات ومشروعات سياحية جديدة، وتنفيذ سوق السياحة الالكتروني ليكون وعاء وقناة فعالة لتسويق المنتجات والخدمات والحزم السياحية في داخل وخارج المملكة وغيرها من البرامج التي ستعمل الهيئة من خلالها لتحقيق نقلة نوعية في قطاع السياحة وتحويلها من فعاليات متناثرة ومشتتة إلى صناعة متكاملة ومترابطة.
مشاريع جديدة
كما بين سموه أن هذا العام سيشهد أيضا العديد من المشاريع التي ستعلن، وإن أعلنت عنها الهيئة، ومن أهمها برنامج التسويق التعاوني الذي يتضمن أدوات وقنوات لتسويق المنتجات السياحية.
وكذلك تنفيذ برنامج لدعم الفعاليات السياحية، وهو يهدف إلى تشجيع اقامة الفعاليات من مختلف مناطق المملكة، وتوفير الدعم الفني والمالي لها من خلال الرعاية المشتركة، واستقطاب الشركات المتخصصة من تنظيم الفعاليات ذات الطابع الدولي.
وكذلك من مشاريع الهيئة الجديدة إصدار (دليل الاستثمار السياحي) الذي يوضح جميع اللوائح والانظمة الاستثمارية، وتوفير أوعية استثمارية بالشراكة مع القطاع الخاص وتوفير معلومات وإقامة معارض عن الفرص الاستثمارية التي ستطلقها الهيئة وتسوقها بمشاركة من القطاع الخاص بهدف جذب رؤوس الأموال بالإضافة إلى العديد من البرامج الاعلامية اتي تستهدف تأهيل اعلاميين سياحيين سعوديين لدعم التميز في مجالات الاعلام السياحي حيث ستقوم الهيئة بتنمية الاعلام في صناعة السياحة من خلال تنمية الصحفيين والمذيعين وتنمية القدرات الكاملة لدى الاعلاميين بجميع القنوات الاعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية، وسيتم ذلك بعد دراسة قامت بها الهيئة بالتعاون مع القطاع الاعلامي لمعرفة حاجة هذا القطاع لقضايا كثيرة وعديدة، وبناء على هذه الدراسة تم وضع برنامج وتصور حول هذا الموضوع سيتم إعلانه قريباً.
منطقة مكة المكرمة
وأكد سمو الأمير عبدالعزيز أن منطقة مكة المكرمة تعتبر غنية بالكثير من المقومات السياحية، كما توجد بها حركة سياحية نشطة، ويوجد بها أيضا جهاز سياحي قائم ونشط أيضا، ونحن في الهيئة نعتقد ان منطقة مكة المكرمة مدرسة يمكن التعلم منها والاستفادة من إيجابياتها وسلبياتها في المجال السياحي، ولكن يبقى دائما العمل التكاملي بين الهيئة وبين مختلف مناطق المملكة بحيث تكون المنطقة واجهة سياحية لكل من يريد أن يزور المملكة فالتنافس ليس تنافسا داخليا، ولكن نحن نسعى إلى تكوين كتلة سياحية موحدة لجميع مناطق المملكة ذات تنوع ثقافي وجغرافي ومقومات سياحية بحيث اننا نميز ونبرز المملكة كوجهة سياحية قادمة تنافس على مستوى المنطقة، وعلى مستوى الشرق الأوسط.
أهم القضايا التي
تواجه السياحة
وقال سموه: إن أهم القضايا الأساسية التي تواجه السياحة في المملكة هي قضية الموسمية والسبب في ذلك هو اختصار البرامج السياحية في فترة قصيرة في نهاية الموسم، ولكن يوجد لدينا في المملكة مقومات وشركات سياحية وخدمات سياحية، وفي حالة توظيفها التوظيف الصحيح والامثل وتضافر الجهود يمكن أن يتم تسويقها على مدار العام، وليس موسمياً فالمسافات بين مناطق المملكة مسافات قصيرة، ويمكن الاستفادة من البرامج في عطل نهاية الاسبوع، ودور الهيئة هو تمكين اللجان السياحية العاملة من خلال برنامج التسويق التعاوني الذي سبق وأن ذكرته، والمتمثل في تقديم خدمة للقطاع الخاص لإيصال الخدمة والمنتجات لأكبر شريحة ممكنة في السوق السعودي.
فلسفة حديثة
وقال سموه: إن الهيئة اتبعت فلسفة عمل حديثه للاستفادة من النماذج الناجحة وعندما وضعت الاستراتيجيات اطلعت الهيئة أولاً على تجارب أكثر من (45) دولة متقدمة في هذا المجال حيث اطلعت على تجاربها الناجحة، كما تمت الاستفادة من تجارب بعض الوزارات المعينة بالمملكة ومن أبرزها وزارة الحج باعتبارها وزارة رائدة من تعاملها مع الجمهور.
تحقيق أهداف
وبين سموه أن الهيئة تأمل تحقيق أهدافها المتمثلة في النهوض بالقطاع السياحي بشكل عام، وتنمية قطاع السياحة المرتبطة بالعمرة وتطويره من خلال تفعيل الشراكة مع كافة الجهات المعنية في القطاع الحكومي والقطاع الخاص لبناء الطاقات المرتبطة بمشغلي الرحلات السياحية ودعم الجهود في مجالات النقل والإيواء والخدمات وتقديم حزم سياحية تلقى القبول من قبل الأسواق المستهدفة في مختلف الدول الإسلامية والدولية، وتلبي الاحتياجات المتنوعة لهم من خلال تنمية مختلف الانماط السياحية الثقافية والعلاجية وسياحة المؤتمرات والمعارض.
مليون فرصة وظيفية
وعن الفرص الوظيفية التي ستوفرها الهيئة للشباب السعودي قال سموه: إن أي عمل سياحي سواء لبناء مشروع او لإقامة فعالية يسهم بلاشك في إيجاد فرص عمل للشباب السعودي والهيئة وحسب ما جاء في خطتها الاستراتيجية التي تعمل بها حاليا لعشرين سنة- إن شاء الله- قادمة لديها خطة لإيجاد مليون فرصة عمل وظيفية للشباب والشابات من خلال مشاريعها السياحية وبرامجها وفعالياتها السياحية، وخلال فترة الصيف الماضي، ومن خلال الفعاليات السياحية التي أقيمت في منطقة القصيم استطاعت الهيئة أن توجد فرصا وظيفية لأكثر من (2500) شاب وشابة تم توظيفهم في أعمال هذه الفعالية، وهناك فعالية ستنطلق هذا الاسبوع بمنطقة القصيم ايضا ستوظف الهيئة فيها ما يقارب من (167) شاب، وهكذا كل ما أوجدت فعالية لابد أن تتاح فرص وظيفية لأبناء وبنات هذا الوطن الغالي.
السفر للخارج
وعن الحلول التي وضعت للتقليل من سفر المواطنين للسياحة في الخارج؟ قال سموه خروج السائح السعودي للخارج هذه قضية شخصية تحكمها أمور كثيرة ولا أعتقد أن أحدا بمقدوره منع أي شخص من السفر للخارج لأسباب عديدة ولكن يجب ألا نغفل أن هناك وجهات سياحية منافسة وتقوم أسواقها واقتصادياتها على السائح السعودي، لذا فلابد من إيجاد منتجات وبدائل في داخل المملكة لإبقاء السائح السعودي الذي يرغب في السفر للخارج في أن يقضي إجازته داخليا، ومن إحدى أهداف الهيئة للخمس السنوات القادمة هي أن تكون المملكة هي المحطة الاولى للسائح السعودي بمعنى أنه إذا أراد السائح السعودي السفر للخارج ليس هناك مانع من ذلك، ولكن أن تكون إحدى مناطق المملكة هي إحدى محطاته الاولى الذي لا يرغب في السفر للخارج فلابد أن يوجد له شيئا يستمتع به وأسرته داخل مناطق المملكة.
ارتفاع الأسعار
واستطرد سموه قائلاً: والذي يتخذ من علو الأسعار في المناطق السياحية في المملكة سبباً لسفره للخارج ويرى أن السياحة في الخارج أقل تكلفة، فهذا يعود إلى أن هناك في الخارج علاجا لقضية الأسعار لأن الأسواق هناك أسواق عديدة لذلك تجد حركة سياحية على مدار العام، وبذلك تجد منافسة في الاسعار وتتيح منافسة عالية على مستوى كبير جداً للأسعار في ظل غياب العرض المتزن لدى الطلب، وعندما يحدث أي خلل يؤدي إلى زيادة في الأسعار، ونحن سنعالج هذا الموضوع من خلال إقامة أسواق واعدة مثل الدول المجاورة وأيضاً الأسواق من خلال العمرة الممتدة، وهذا بحد ذاتها ستغطي الثغرات او تخفف من خلال تشغيل الفنادق.
اقتصادنا والأحداث
وعن مدى تأثر اقتصاد السياحة في المملكة بأحداث الفئة الضالة التي حدثت في المملكة مؤخراً؟ قال سموه لم يتأثر- ولله الحمد- اقتصاد المملكة بتلك الاحداث بل زاد النمو الاقتصادي عما كان عليه في السابق، وهذا يعود للثقة الكبيرة للاقتصاد الدولي في الاقتصاد السعودي ومتانته، وعدم تأثره بأي حادث وكذلك ثقة المستثمر السعودي في اقتصاد بلاده، كما أن الحركة السياحية الداخلية زادت وزادت نسبة المعتمرين والزوار من خارج المملكة بنسبة 20% وهذا بلاشك دليل واضح على ثقة المعتمرين والزوار بأمن المملكة واستقراره.
ملتقى دولي
كما بين سموه أن الهيئة تعتزم تنظيم ملتقى دولي كبير لشركات العمرة والسياحة من مختلف الدول الاسلامية سيقام في المملكة، ومن المتوقع أن تشارك في هذا الملتقى أكثر من (1200) شركة، ويأتي إقامة هذا الملتقى في المملكة نظرا لأن المملكة هي السوق الكبير والسوق الحقيقي للسياحة الدينية والمتمثلة في العمرة الممتدة، ويقام هذا الملتقى الذي يعد أكبر تجمع للشركات والمؤسسات السياحية في العالم الاسلامي في المملكة بالتعاون بين الهيئة ووزارة الحج واللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة.