Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

سلم المتفوقين جوائزهم وتلقى مجسما لجامع الشيخ محمد بن علي في أشيقرسلم المتفوقين جوائزهم وتلقى مجسما لجامع الشيخ محمد بن علي في أشيقر
آل الشيخ رعى احتفال جائزة «الجميح» للتفوق العلمي بشقراء

* الرياض - سعود الهذلي:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الأمة الإسلامية بحاجة اليوم إلى العناية بكل المتفوقين والمتميزين، وهذا يعني أن الاهتمام بكل متفوق سواء أعطي جائزة أم لم يعط جائزة أن يكون العناية به والاهتمام كبيراً وفائقاً.
وقال معاليه في كلمة ألقاها في الحفل الختامي الذي رعاه مساء أمس الأول الخميس لجائزة الجميح للتفوق العلمي، بصالة نادي الوشم بمحافظة شقراء: فكم لدينا في البيوت من أطفال من ذكور وإناث ومن أناس نعرفهم تميزوا وتفوقوا، لكن ربما لم يذكروا، ولم يكرموا، فإكرام المتفوق في كل ميدان مطلوب، من تفوق وتميز في عمله الإداري، فيكرم وان لم يعط جائزة، ومن تفوق وتميز في عمل دؤوب في حماية الأمن وفي رعاية متطلبات الحياة فإنه يكرم ويميز.
وأضاف معالي الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: إننا جميعاً نكرم المتفوقين فيكم، كل واحد ممن نعرفه وممن لا نعرفه فإن إكرامهم حق على الجميع ممن تفوق في العلم، أو تفوق في إدارة، أو تفوق في تجارة. مؤكداً معاليه أن التفوق لا يحسن أن يكون يوماً واحداً، أو أن يكون سنة واحدة، أو أن يكون زمناً قصيراً، فالمتفوق ينبغي أن يكون متفوقاً دائماً، فالتفوق في سنة يجعل الهمة عالية، ليكون التفوق دائماً، وعلو الهمة إنما هو للرجال، إنما هو للرجال الذين يرون هممهم أكثر من قدراتهم، فإنهم إذا كانوا يحلمون فإنهم سيحققون بعض ما يرجون، فالقاصر الذي يقنع بما حصل عليه، ولكن ذا الهمة إنما هو الذي يواصل ويكون تقديره بجائزة له بالتفوق يكون بداية لانطلاقة أكبر في خدمة دينه، ثم في خدمة وطنه.
وعبّر معاليه في كلمته عن سروره بحضور هذا الحفل التكريمي وبوجوده في محافظة شقراء، وقال: هذه البلدة بلد العلم والعلماء والتاريخ، البلد التي نبغ منها المتفوقون في العلم والعمل والريادة والتعليم والتجارة، وغير ذلك، ولا غرابة ان تكرم البلد المتفوقة أبناءها المتفوقين فهي مداد من مداد. كما أعرب معاليه عن شكره لرعاة الجائزة وهم الشيخ محمد العبدالعزيز الجميح، والشيخ حمد العبدالعزيز الجميح وجميع أسرة الجميح على دعوتهم الكريمة، مترحماً على الشيخ محمد العبدالله الجميح مؤسس هذه الجائزة وداعياً للجميع بالتوفيق والسداد والصلاح في القول والعمل.
وأبان معاليه ان الاهتمام بالتفوق والمتفوقين أصل من أصول اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء المتفوقين، وقال معاليه: إن النبي صلى الله عليه وسلم رعى أهل التميز وأهل التفوق فاختصهم من شباب وشيب، ولهذا منحهم أعلى الأوسمة، ورفعهم وذكرهم في الأمة، فها هو عليه الصلاة والسلام يقول: (اقرؤكم أبي وأفرضكم زيد وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ) وهذه إشارة منه لهذه الأمة أن تذكر وأن تشهر المتفوقين فيها، ولتشحذ الهمم لمن لم يكن كذلك أن يسبق وأن يتبارى في الحسن بل في الأحسن، والقرآن الكريم أرشد هذه الأمة إلى العناية بالأحسن وأن تكون دائماً ليست باحثة عن الحسن في أعمالها وأقوالها وفي صلاتها وائتمامها فقط، بل تبحث عن الأحسن في كل ما تأتي من قول وعمل، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}، وقال سبحانه وتعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، بل جعل كتابه هو الأحسن، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا}، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}. ومضى معاليه قائلاً: وفي الحوار والمجادلة يقول الله جل وعلا: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ويقول عز وجل: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، فالاهتمام بالأحسن في الأقوال والأعمال، والاهتمام بالأحسن في الأشخاص والذوات أمر متقرر شرعاً، بل ان الله -جل وعلا- يخلق ما يشاء ويختار، قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ}، ما كان لهم الخيار، فلذلك اختار أحسن الشهور ليكون شهر الصيام، واختار أحسن الأيام ليكون يوم الجمعة، واختار أحسن الأماكن لتكون محط الأنظار والعبادة، فإذاً الاهتمام بالأحسن والأفضل مضطرد في هذه الشريعة في الكتاب والسنة.
وفي السياق نفسه، أوضح معالي الشيخ صالح آل الشيخ أنه لذلك اهتمت الأمة في تاريخها برعاية المتفوقين في العلم والعمل، وقال: ولذلك برز الذين برزوا في تاريخ هذه الأمة في قوادها، وعلمائها، وقرائها، ومن النبغة في العلوم المختلفة، لما؟ لأن هذه الأمة اهتمت بهم، فهذا أسامة بن زيد كان قائداً وهو صغير السن على الصحابة في بعض الحروب، عيّنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأمضى ذلك أبوبكر الصديق رضي الله عنه ليعلم أن الأمر ليس راجعاً إلى سن، وليس راجعاً إلى نسب، أو إلى قبيلة، بل يرجع ذلك إلى الأحسن وإلى التفوق وإلى التميز.
ولفت معاليه النظر قائلاً: إن الأمة اهتمت بعلمائها، فلذلك برزت هذه الأمة بحفّاظ القرآن الكريم بالقراء السبعة الذين حفظوا القرآن لنا، فكانوا متميزين، وكانوا بدوراً في هذه الأمة:


جزى الله بالخيرات عنا أئمة
لنا نقلوا القرآن عذباً وسلسلاً
فمنهم بدور سبعة قد توسطت
سماء الدجى حتى تفرق وانجلى

ثم علماء السنة من علماء الحديث الستة، البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وقبلهم مالك، وسفيان، والإمام أحمد، وجماعة من أهل العلم ذكروا في التاريخ وبرزوا في هذه الأمة، لأنهم تفوقوا واعتنت بهم هذه الأمة، ثم في العلوم الفقهية برز الأئمة الأربعة: مالك، وأبو حنيفة، والشافعي، وأحمد، ثم غيرهم كسفيان، والليث، وابن جرير، وابن حزم، وجماعة ممن برزوا في الفقه على اختلاف المذاهب واعتنت بهم الأمة وأشادت بهم، لأنهم متفوقون في العلم والعمل، وهكذا.
واستطرد معاليه يقول: إن من برز أيضاً في العلوم النظرية كعلوم الآلة، وعلم النحو، وعلوم أصول الفقه، ومصطلح الحديث، واللغة العربية، والبلاغة، ونحو ذلك أشارت بهم الأمة وأشادت، وأعطتهم من الألقاب والألفاظ ما بقي على مر التاريخ، يذكر لهم بأنهم البارزون وهذه تراجمهم مدونة في كتب أهل العلم، وفي البحوث الفلكية، والطبية، والإنسانية، والاجتماعية، وغير ذلك من البحوث، وكل هؤلاء ممن برز من أهل العلم، هؤلاء احترمتهم الأمة وأشارت إليهم بالبنان، لانهم يرفعون الرأس وبهم ذكرت هذه الأمة في أصقاع كثيرة، لأن اهتمامات الناس متنوعة ومختلفة.
ومضى معاليه قائلاً في نفس الصدد: واليوم في المملكة العربية السعودية الاهتمام بالتفوق العلمي في عدد من الجوائز تبناها أصحاب كلمة وريادة من المسؤولين ومن غيرهم وهذه الجائزة من هذه الحركة الكبيرة التي اعتنت بها المملكة العربية السعودية، هذه الجائزة جائزة الجميح للتفوق العلمي اختصت بهذا البلد لأن أهل هذا البلد يحتاجون إلى العناية بهم في إبرازهم، وأهل الذكاء وأهل الفطنة من قديم، مؤكداً على أن الاهتمام بالتفوق والمتفوقين من الصغار والدارسين ومن الكبار هذا أمر نحتاج إليه، لأنه بذكر المتفوق يتفوق الآخر، وبإكرام من يستحق التكريم يكرم الآخر، وهكذا فإننا نزداد نشاطاً ونزداد رفعة، ونزداد قوة إذا كرمنا المتميزين فينا والمتفوقين فينا، ونكون بذلك مقتفين السنة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم.
وفي ختام كلمته، شكر معاليه أسرة الجميح على عنايتهم بهذه الجائزة، كما شكر مجلس الإدارة ومجلس الأمناء للاهتمام بهذه الجائزة وهذا الترتيب والتنظيم وقال: إن ما قرأته في الملفات من عناية فائقة جعلت هذه النتيجة الطيبة كما نرجو، وهنأ معاليه المتفوقين الذين نالوا هذه الجائزة بأسمائهم كل واحد على ما نالوا من التفوق، سائلاً الله للجميع التوفيق والسداد.
وكان الحفل التكريمي قد بدأ بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم ألقى أمين عام الجائزة ومدير التربية والتعليم بمحافظة شقراء الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العيد كلمة رحب فيها بمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، معرباً عن شكره باسم أمانة الجائزة لمعاليه على حضوره ورعايته لهذا الحفل التكريمي للمتفوقين، الذي سيكون له أكبر الأثر الطيب في نفوس المتفوقين والحافز والمشجع لهم لتقديم المزيد من الجد والسهر لطلب المعالي.
وأثنى العيد على ما بذله القائمون على العمل التعليمي في المحافظة من جهود وإنجازات ونشاط في سبيل زرع العلم في الناشئة من أبنائنا، كما وجه شكره لولاة أمر هؤلاء المتفوقين من الطلبة، داعياً إياهم إلى مضاعفة الجهد والعمل والاهتمام بفلذات أكبادهم حتى ينهلوا المزيد من العلوم، ودعمهم ومساندتهم ومؤازرتهم للتحصيل العلمي، منوهاً - في ذات الوقت - بالراعين لجائزة الجميح على تشجيعهم للعلم والعلماء، وبذلهم المادي دون حدود وعطائهم المتواصل وتحفيز المتفوقين والمبدعين.
ثم توالت فقرات الحفل، حيث استمع الجميع إلى نشيد (وجدان) من أداء طلاب متوسطة اليرموك بمحافظة شقراء، بعد ذلك ألقيت كلمة الطلاب المتفوقين ألقاها بالإنابة عنهم الطالب زياد اليحيى الذي شكر فيها معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على رعايته حفل تكريمهم واهتمامه وعنايته بمشاركته فرحتهم في هذه الليلة المباركة.
كما شكر باسم زملائه الطلبة المتفوقين رعاة الجائزة وإسهامهم في دعم وتشجيع العلم والمتفوقين في المحافظة الأمر الذي يحفزهم ويدعوهم إلى التنافس الشريف في مجال التحصيل العلمي ورفع مكانة المملكة العربية السعودية والوصول بها إلى أعلى وأرقى المصاف في العالمين العربي والإسلامي. بعد ذلك استمع الجميع إلى قصيدة شعرية ثم ألقيت كلمة أصحاب الجائزة، ألقاها رئيس مجلس إدارة شركة الجميح القابضة محمد العبدالعزيز الجميح الذي عبر فيها سروره البالغ وترحيبه العميق برعاية معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لهذا الحفل التكريمي للمتفوقين من أبناء محافظة شقراء والذي أنشئت لهم هذه الجائزة تكريماً وعرفاناً لما بذلوه من جهد وجد واجتهاد وحرص على التميز والتفوق.
وسأل في ختام كلمته الله تعالى أن يعين ويوفق جميع من أسهم في إنجاح هذه الجائزة وإخراجها لحيز الوجود، وفي مقدمتهم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ والمشاركين من الحضور. عقب ذلك استمع الحضور إلى محاورة شعرية من أداء طلاب ثانوية أشيقر.
وفي نهاية الحفل قام معالي الوزير بتسليم الشهادات للمتفوقين وجوائزهم، كما تسلم معاليه من محمد الجميح مجسماً لجامع الشيخ محمد بن علي في أشيقر، وهو جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved