هكذا كانت جولة انتخابات المجالس البلدية رحلةً جميلةً، ذاتَ إيقاعٍ جميل، كانت الرياض مزدهرة على مدى أيام أنشطة المخيمات الانتخابية، وكان الناس يعيشون حياةً حافلةً بأنشطة منوَّعة اجتماعية، وثقافية، وبلقاءات مفتوحة بين الناخبين والمرشحين أتاحت مجالاً للحوار الهادف، وللنقاش الهادئ الجميل. لقد تميَّزت مواقع المرشحين المفتوحة بقلوبٍ مفتوحة، وصدورٍ مشروحة، فهي تستقبل الشمس بضوئها الساطع، وتستقبل زائريها بشموع المحبة التي تستمد زيت إضاءتها من المشاعر الصادقة. بدأت الرياض فكانت بداية مناسبةً لجمالها، حجمها وقيمتها، وكانت خطوة مباركة رسمت الطريق واضحاً أمام مناطق المملكة الأخرى التي تنتظم في سلك وحدته هذه البلاد المباركة. عدد كبير من المرشحين في الرياض، أضاءوا شموعهم، ونصبوا خيامهم وبذلوا جهودهم لبيان ما لديهم من الخُطط المرسومة لمصلحة البلاد، والتقوا بالناس على اختلاف أعمارهم في لقاءات خاصة وعامة ومن خلال ندوات ومحاضرات، وأمسياتٍ شعرية، فلم يكن يحول بين المرشحين وبين الناس حائل، لأن كلَّ مرشَّح يجد الطريق مفتوحاً إلى عقول الناس وقلوبهم، يخاطبهم، ويحاورهم، ويجيب على أسئلتهم، ويتعامل معهم كما يتعاملون معه بوضوح و(شفافية) تمكِّن كل مرشح من أن يقول ما لديه، ويبين للناس ما يريد، وتمكِّن كل زائر لموقعه من أن يستمع إليه، ويناقشه، ويوافقه ويعارضه، وتلك صورة جميلة عاشتها المواقع الانتخابية دون حواجز ولا سدود، وكان الناس على مستوى الفهم والوعي بالاختلاف بين المرشحين، والاستيعاب للفوارق الواضحة بين مخيماتهم ومواقعهم من حيث المظهر، والبذل المادي الذي تباينت فيه المواقع الانتخابية تبايناً كبيراً. ولقد شهدت عدداً من اللقاءات العامة من خلال الأمسيات الشعرية التي أقيمت لي في عددٍ من المخيمات والمواقع الانتخابية، فرأيت المدى البعيد للثقة المتبادلة، والتفاعل الإيجابي والروح المنفتحة لقبول النتائج، وقد قال لي عدد من المرشحين في عدد من الدوائر إنهم يخوضون حملاتهم الانتخابية وهم على يقين أن المنافسة قوية، وأنه من الأمور الثابتة أن الفوز أو عدم الفوز وارد في هذه الحملات، ولكنهم يسعدون بمساهماتهم، ويثقون بأن الخير سيكون متحققاً - بإذن الله - على يد من يفوز. إن مثل هذه الانتخابات التي تجري على مرأى من الناس ومسمع جديرة بالتقدير والإحساس بأهميتها، وطرح النقد لها بأسلوب موضوعي هادئ بعيد عن الإثارة التي لا تفيد. نحن في المملكة نعيش حياة إسلامية بصفة عامة، ولا مكان لما يدعيه بعض المدَّعين من وجود الحزبيات والتكتلات (المغرضة) فصورة مجتمعنا السعودي المسلم واضحة للجميع، ولا يشكك فيها إلا من يخفي في نفسه شيئاً لا نعلمه، وإنما ندركه من آثاره التي تظهر في لحن القول. نبارك لمن فاز في انتخابات المجالس البلدية في الرياض، ونهنئهم بثقة الناس بهم، ونرجو لهم التوفيق، ونقول لمن لم يحالفهم الحظ: ما دام هدفكم مصلحة الوطن فلكم الأجر، ولكم فضل بذل الجهد والمحاولة والأمل في نجاحات قادمة. تحية لمن أشرف على هذه الانتخابات المباركة ابتداء من سمو الأمير متعب بن عبدالعزيز، وسمو الأمير د. منصور بن متعب، وانتهاء بكل من أسهم في إخراج هذا العمل الوطني الكبير. إشارة
وطني أنت واحة ورياض مورقات وديمة هتَّانَةْ |
|