توسيع دائرة الموت في العراق

وكأن العراقيين على موعد مع الدم والموت في مناسبة عاشوراء.. فأمس كانت المساجد والحسينيات ميداناً لقتل الأبرياء في أطهر الأماكن.. مثلما كان العام الماضي، ففي نفس اليوم.. يوم عاشوراء زهقت أرواح العشرات من الأبرياء العراقيين بتفجيرات الإرهابيين المجرمين الذين لم يتوانوا في استغلال مناسبة دينية لترويع المسلمين وقتل أبنائهم منتهكين حرمة المساجد.
قبل عام روع العراقيون جميعاً بالجريمة النكراء التي شهدتها مدينة كربلاء حينما فجرت سيارات مفخخة أسقطت العديد من القتلى الأبرياء من العراقيين، وأمس روع العراقيون من جديد جراء قيام انتحاريين بتفجير أنفسهم وسط جموع المصلين في المساجد..!! وأسوأ ما فعله هؤلاء الانتحاريون.. قتل أنفسهم من أجل قتل آخرين من المسلمين، في يوم الجمعة.. وعند صلاة الجمعة.. في أيام عاشوراء..!!
أي جنون هذا.. وأي كُفر مبين، أن يقتل المصلون في المساجد، وأن يستهدف الأبرياء في المناسبات الدينية، وأن يقدم المرء على قتل نفسه التي حرم الله قتلها.
كفر، وإمعان في الجريمة، وإيغال في الإرهاب دون وازع ديني وأخلاقي وإنساني. هذا هو العراق اليوم.. عراق الدم.. والموت.. وإزهاق أرواح الأبرياء دون وجه حق.
إن استهداف العراقيين في مثل هذه المناسبة ومطاردتهم حاملين الموت لهم حتى في بيوت الله.. وأماكن العبادة أمر لا يقبله الدين ولا العقل ولا المنطق، ولا يحظى بأي قبول أو تأييد، بل لا يجد سوى التنديد والرفض من قبل كل المسلمين.. وكل العقلاء.. وكل إنسان يقدس الحياة البشرية، فبئساً للإرهابيين القتلة المجرمين الذين يوسعون دائرة الموت في العراق.